السبت، 9 أغسطس 2014

سفسطة الملك


ابتعد ملك المغرب في خطابه بمناسبة عيد عرشه الخامس عشر نهاية الشهر الماضي كل البعد عن الحقيقة والصراحة، بل انطبع الخطاب بالغرور والعظمة التي لاتخدم لامصلحة الشعب المغربي ولا مصالح شعوب المنطقة ولا القارة الافريقية ولا العالم العربي والاسلامي. فاستمرار احتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية، البلد الجار، المسلم والمسالم، يؤكد غياب النوايا الحسنة في الالتحاق بالركب لمواجهة تحديات اصبحت تمليها ظروف دولية وجهوية وداخلية. فماذا قال الملك؟
لم يشعر جلالته ببؤس المغاربة الا الآن! فهذا شئ يدعو الى الحسرة والاسى قبل كل شي والحديث عن التنمية البشرية وتوزيع الثروات هي جزء من ذر الرماد في الاعين، ليس حبا في المغاربة بطبيعة الحال، لكن من أجل فك فتيل انفجار الوضع من شدة القهر وغياب الديمقراطية والحريات وتردي الاوضاع الاجتماعية. أين التقارير المتكررة للمنظمات الدولية المتخصصة، التي اكدت تراجع الاصلاحات في المغرب وخاصة حقوق الانسان والحريات، مما قاله الملك حول التطور الديمقراطي الذي شهده المغرب؟
وعن اية قيم يتحدث عنها العاهل المغربي في علاقاته مع العالم اذا كان لايلتزم بالشرعية والمعاهدات والقرارات الدولية خاصة وانه يقوم باحتلال بلد ظلما وعدوانا وارتكب جرائم حرب ضد شعبه ونهب خيراته؟ وعن اية علاقات ثنائية يطمح لها مع جيرانه اذا كان لايؤمن اصلا بمبادئ حسن الجوار ويحسدهم على ماهم عليه ولايعترف بالحق والعدل؟ وبأي وجه يستطيع الملك التحدث عن افريقيا وهو الذي ادار لها ظهره وتنصل من جميع التزاماته اتجاهها، فهي لازالت كما هي تدين احتلاله للصحراء الغربية وتعترف بالجمهورية الصحراوية عضوا كاملا داخلها؟ فالتنظيمات الارهابية وعصابات الاتجار بالبشر والسلاح والمخدرات التي تحدث عنها جلالته واعتبرها اكبر مهدد للامن الاقليمي والدولي يعرف الكل ان مخابراته متورطة في تغذيتها ومن خلالها في اغراق القارة بالمخدرات، التي يعتبر المغرب احد اكبر المصدرين لها.
الملك تجاهل الحقيقة الساطعة التي توجد عليها قضية الصحراء الغربية اليوم، ولم يكن صادقا مع المغاربة ويعترف لهم انها قضية تصفية استعمار وحلها يكمن من خلال تمكين الشعب الصحراوي من تقرير المصير الذي يدرك ان خيار الاستقلال هو المفضل لدى الصحراويين وأن لامكان في نفسوسهم لتقبل شئ اخر غيره. لقد اخفى عنهم مواجهته مع الامم المتحدة وتعطيل مهمة مبعوثها الشخصي السيد كريستوفر روس ولم يفصح لهم عن اسباب تعطل المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي، ولم يفسرالاسباب الكامنة وراء الدعوات لحماية حقوق الانسان في الصحراء الغربية وتوقيف نهب خيراتها.
والاكثر من ذلك اخفى جلاله عن شعبه أن الشعب الصحراوي اصبح قوة سياسية وعسكرية كبيرة تزداد صمودا وعزيمة، تلتف حول طليعتها الصدامية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، يحسب لها حسابها في السلم والاستقرار في المنطقة، وبامكان رجالها المؤمنون بحتمية نصرهم ان يعودوا الى امتشاق بنادقهم ويصنعون من الامجاد اكثر مما صنعوه في لبيرات، بئر انزران، ام الدقن، آسا، آقا، الطنطان، الزاك، الكلتة، لنقاب…. وغيرهم . وتمتلك الجماهير المنتفضة في المناطق المحتلة من الشجاعة والاقدام ما ترد له به الصاع صاعين في مواجهة آلة قمعه في المناطق المحتلة وكشف سياساته الاستعمارية الممنهجة.
هذه هي الحقيقة التي يجب ان لا تغيب عن الشعب المغربي الشقيق، وبالاخص رواد فكره … فالسير عكس التيار بهضم حق الآخرين هي اكبر جريمة، وقد لاتغتفر ابدا…
بقلم : الديش محمد الصالح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر