الاثنين، 18 أغسطس 2014

أصداف العبودية: الوهم الذي يطارد العبيد حتى وهم احرار!!


لم تمثل ظاهرة العبودية الورقة اليابسة في ربيع الثورة الصحراوية منذ بدايتها وحتى التخلص من الظاهرة والقطيعة معها لم يشكل تحديا يذكر نظرا لمستوى التقبل السريع لهذا الاجراء الثوري على المستوى الشعبي.
وعلى الرغم من نظرة العقيدة الثورية الى معنى الحرية وارتباطه بالارض الا ان البداية كانت بالانسان الذي كان يمثل تحريره من عقد جمى مثل الخوف والجهل والقبلية والعبودية اولوية، فكانت البداية بالانسان.
اليوم يرى الصحراويون العبودية مجرد صوت من الماضي البعيد جدا تلاشى مع قيام الثورة، ويعود الفضل في ذلك الى مجموعة القيم الثورية والاخلاقية التي طالبت ونادت بالحرية الفردية وجعلت انه من غير الممكن بعد ذلك منح اي كان الحق في ممارسة فعل العبودية المخزي على احد، يومها نالها العبيد كل الحقوق التي يتقاسمها البشر، وتغيرت النظرة اليهم من " الأجناس المناكيد" الى " الإخوة الخضر" فأصبحوا شركاء في المأكل والمشرب والمسكن واخوة في السلاح والمصير، ليس للعبيد اليوم احياء هامشية يعيشون فيها في معزل عن المجتمع، ولايعاملون معاملة دونية ونظرة الناس لهم ثابتة وطبيعية ومميزة.
تعود جذور العبودية الى مورثات الحروب القبلية التقليدية التي غالبا ما كان يدفعها الجشع والبحث عن المكاسب باقل التكاليف، وقد ادى العديد من معارك الماضي الى عمليات نهب وسلب لاشخاص تم بيعهم بعد ذلك في اماكن بعيدة على انهم عبيد، وخلال الفترة الاستعمارية اختبئ العديد من هؤلاء المغلوب على امرهم قهرا وراء مهنة الرعي في المناطق الصحراوية ونادرا ما ظهر بعضهم كخدم في المنازل خلال الفترة القصيرة من عيش الصحراويين بالمدن قبل ان يتحول الجميع للعيش في مدن القماش في الملاجئ بسبب حالة الغزو المغربي للصحراء.
اليوم يدين الصحراويون لثورتهم بالفضل في اشياء عديدة، لكن فضلها على السود يعد انجازا كبيرا بالنظرة الى المحاولات المتواضعة لمجابهة الوضع المشابه في دول مجاورة تنعم بالاستقلال منذ زمن بعيد.
اليوم تكاد العبودية كخطيئة منسية تعود الى واجهة الاطماع الفردية المشبوهة، خاصة من ذوي البشرة السوداء، والذين بدأوا متذمرين وغير مقتنعين بما تمنحه الحياة الحرة الجديدة من فرص رغم انتشار عدم المساواة في العالم كله بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية التي يستهلك سكانها ثلث انتاج العالم من العقاقير للتخلص من الإكتئاب والتعاسة.
وقد وجد بعض من السود الفضل في نبش الماضي، عله يعينهم على الصعود الى أعلى التلة في لعبة السلطة، او احراز مكاسب ظرفية متوفرة دوما في سلة فرص الاطماع الموسمية.
ليس "للمظالم" الجديد شكل محدد ولا سقف معلوم في مسيرات الملونين التي غالبا ما رآها الناس تجوب الشوارع، وحتى الناس انفسهم لايفهمون سر هذه الفوبيا السوداء في اسطورة التمييز بعد ان كانت عبارة عن صورة نافقة في اذهان الصحراويين منذ زمن لاتمكن الاستهانة به، آمن الناس خلاله بحقيقة مردها ان جوهر السياسة هو اتباع السلوك العقلاني الذي يلزم بعدم تعقيد الامور للحفاظ على اكبر قدر ممكن من التعايش كشرط للبقاء.
والصورة التي يحاول البعض تثبيتها الان في اذهان الناس هي صورة غير حقيقية في الواقع بل منزوعة من اطارها الحقيقي ولاتتعدى كونها مجرد ثقب يراد له ان يتوسع ويلتهب في دائرة حلقات شراء الضمائر الذي يدور حديثه بين الاعداء ومرتزقة السياسة الموسمية ولعل ابرز اهدافه تحويل الصراع على الأرض الى صراع بين الضحايا، ويبقى ثمن الحرية اكبر بكثير من الحرية نفسها ما لم يعلم الضحايا وبكل الوان الطيف الصحراوي بهذا فيستعدون لدفعه مجددا.
بقلم: أزعور ابراهيم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر