السبت، 9 أغسطس 2014

أمْحمَّد ماموني، أول واصغر أسير في حرب التحرير


الغرباء هم في الحقيقة ثوار
لم يكن الطالب أمْحمد ماموني التاقي الذي يدرس في صف الثانية ثانوي في سنة 1973م في مدينة تندوف يتصور إطلاقا إن القدر سيوجهه وجهة أخرى غير مواصلة التعليم في تلك المدينة القصية المنسية بعيدا، والتي تغرق في بحر من الصحراء ويحيطها الخلاء من كل الجوانب. كانت الدراسة رتيبة وبطيئة والدروس مملة والحياة تسير عكس ما كان يمور في داخل ذهن ذلك الشاب ذي السابعة عشر ربيعا.. لم يكن لديه أي تصور محدد لما يدور في العالم، لكن أصداء الثورة الجزائرية والتطلع للاستقلال والأخبار التي تبثها إذاعة BBC من لندن كانت كافية كي تجعل كل شاب في سنه يتطلع للثورة في الصحراء الغربية.
رتابة حياة أمْحمد ماموني سيعبث بها ذات يوم خبر أتى به صديق له اسمه بدة بشيري. أسرَّ له إن مجموعة من “الغرباء” دخلت إلى مدينة تندوف، وأن الناس يقولون أنها قادمة من الصحراء الغربية، المستعمرة الأسبانية المجاورة، وإن هذه المجموعة تريد إعلان ثورة في الصحراء مثل الثورة الجزائرية ومنهم رجل اسمه الولي مصطفى. ذلك الخبر جعل ذهن الشاب أمْحمد ماموني يصعد معه إلى فضاءات أخرى، ويبدأ التفكير في المجموعة التي زارت المدينة والتي ستعلن الثورة. إذن، الثورة سيعلنها رجال دخلوا تندوف وستبدأ الحرب ضد أسبانيا.
على يد بدة البشير انضم أمْحمد ماموني للفرع السري في تندوف وبدأ يتبرع بالمال وبالأمكانيات للثورة التي ستُعلن. كان يتعجل اندلاع الثورة ويتصورها ثورة كبيرة مثل الثورة الجزائرية. كانت الثورة الجزائرية هي المَثل في تلك الفترة، وكان كل الشبان الصحراويين يحلمون بثورة مماثلة في الصحراء الغربية.
يوم 5 مايو 1973م، حين كان مكار تندوف يعج بالبشر القادم من الصحراء وموريتانيا والمغرب وأزواد والجزائر التقى أمْحمد ماموني بالغرباء الذين سمع بهم، والذين سيعلنون الثورة، لكنه لم يعرفهم. في دار في تلك المدينة كان أمْحمد وجها لوجه مع براهيم غالي ومع محمد سعد بوه( لمتين). وقوفه أمام الرجلين جعله يكتشف أنهما ليسا من المدينة، وأنهما ربما يكونان من الغرباء الذين تتحدث عنهم المدينة أنهم سيفجرون الثورة. لم يعرفهما، لكن راودته شكوك بشأن هويتهما؛ فهُمَا قطعاً ليسا من تندوف التي يعرفها هو شبرا شبرا ويعرف وجوه أهلها ولغتهم بدقة. الحيرة قادته إلى سؤال براهيم غالي: من أنتما؟ ومن أين قدمتهما؟ كان براهيم غالي أيضا خائفا من جرأة ذلك الشاب الذي يسأله. لم يقل له الحقيقة إنما راوغه كي يصمت. قال له أنهما من موريتانيا. لكن أمْحمد ماموني لم يكن لتتم مراوغته بتلك السهولة. الحديث والتصرف ليس تصرف الموريتانيين واللغة ليست لغة الموريتانيين أيضا. حين أكتشف غالي إصراره وقرأ في محياه أنه غير مقتنع بما قال له، قال له: إذن، نلتقي في المكار غدا ونتحدث. في الصباح التقيا في المكار، لكن الظروف لم تسمح لهما بالحديث الذي كان محمد أمْاموني يأمل أن يتم بينهما.
أُعلنت الثورة التي كانت تشغل بال الشاب أمْحمد ماموني ذي السبعة عشر ربيعا فقط. علم بها عن طريق الأصدقاء والفرع، لكنه لم يعرف ماذا حدث بالضبط ولا كيف يمكن أن ينضم إليها.
الرجال المطاردون يرفضونه في البداية
تم تنفيذ عملية الخنكة التاريخية وأنسحب المنفذون اتجاه الجنوب، اتجاه موريتانيا خوفا من الملاحقة. كانوا حفاة، عراة جائعين متعبين وبلا أسلحة وإذا تبعتهم دورية واحدة ستتمكن منهم كلهم وقد تفشل الثورة. حين وصلوا إلى الأراضي الموريتانية اعترضت طريقهم السلطات العسكرية الموريتانية وأوقفتهم في هيئة اعتقال. قامت بطردهم من أرضها بعد تدخل بعض الوطنيين الصحراويين. طُرِدَ خمسة منهم إلى الجزائر وتم تركهم عند الحدود. دخل إلى حدود الجزائر صاحب الطلقة الوحيدة في عملية الخنكة الغزواني علي علالي رفقة كل من سالم سويلم( الطبيب) والسالك احمد الوالي وبودة التاقي والشهيد محمد لسياد. لم يستطيعوا دخول تندوف وتمركزا في السبطي يداوون جراحهم وأتعابهم. كانوا محطمين جسديا ونفسيا بسبب المطاردات والخوف من الوقوع في الأسر. وصلت أخبارهم إلى مدينة تندوف وبدأت تنتقل من دار إلى دار. إنهم منفذوا العملية الأولى للثورة الصحراوية التي يحلم الشباب الصحراوي بامتشاق أسلحتها والالتحاق بها. سمع أمْحمد ماموني بالخبر فتعلق ذهنه بصورة أولئك الرجال التاريخيين المطاردين والمتعبين أيضا الذين يختفون في منطقة السبطي. قرر في النهاية أن يلتحق بهم. لم يعلم لا الفرع ولا عائلته بقرار الذهاب السري للالتحاق بأولئك الرجال الأسطوريين الذين فجروا الثورة. كان هناك حماس خفي يوجهه القدر يدفعه كي يلتحق بهم وينضم إلى صفوفهم. اتفق مع صديق له اسمه اباتي محمد باهي المعروف بأحبابي على مغادرة تندوف سيرا على الأقدام وبطريقة سرية والذهاب إلى السبطي. بعد رحلة بحث طويلة ومطاردة شاقة تم اللقاء بألئك الرجل الذين يمثلون الكثير بالنسبة لمحمد ماموني. كان الرجال الأسطوريون في حالة يرثى لها حقا، لكن مع ذلك كانت معنوياتهم كانت مرتفعة. حين طلبا الشابان مرافقة المجموعة تم رفض طلبهما. هما صغيران سنا وغضان والثورة والتنقل عمل صعب يتطلب التحمل. رفض الجميع أن يرافقوهم. في الأخير حسم احمد السالك الوالي، احد الخمسة، الأمر بأن يلتحق الشابان بالمجموعة وليكن ما يكون. كان الحدث تاريخيا في حياة الشابين. هو يوم لا يمكن أن تنساه ذاكراتهما. يوم 28 اوت 1973م. وصلوا إلى منطقة تامريكط في سبتمبر 1973م، وهناك التقى أمْحمد ماموني بالرجلين الغريبين الذين سبق أن رآهما في تندوف: براهيم غالي ومحمد سعد بوه(محمد لمتين). عرف براهيم غالي من خلال شامة كبيرة تحت أذنه. صدق حدسه ذلك اليوم في تندوف حين تنبأ أن الرجلين الغريبين هما ثوار. تجمع في ذلك المكان مجموعة من حوالي 34 رجلا سيكونون هم نواة الجيش الصحراوي الذي سيصبح واحدا من أقوى الجيش في المنطقة ثلاث سنوات بعد ذلك. تم توزيع المجموعة على فرقتين: فرقة ستسمى الجنوب وفرقة ستسمى الشمال. أصبح الشاب، أصغر واحد في المجموعة، أمْحمد ماموني مقاتلا في صفوف فرقة الشمال التي تتكون من 17 مقاتلا تحت قيادة الفراح حسني، أما فرقة الجنوب فقادها محمد لمين البوهالي.
القدر يجعل أمْحمد ماموني يدخل التاريخ كأول وأصغر أسير في الثورة الصحراوية
بدأت الرحلة الشاقة نحو الشمال والمجهول. لا يوجد في الأفق ما عدا تلك النجمة الكبيرة التي يهتدي بها أهل الصحراء في الظلام. كانت رحلة شاقة حقا. الكل يبحث عنهم: يبحث عنهم الموريتانيون والأسبان وأصوات الدوريات تملأ السماء. الطيران يحلق في الجو والأرض مكشوفة ولا توجد شجرة ولا حجرة تأويهم في تلك المنطقة. إنهم خطرون جدا في تلك الأيام ووضعهم خطير. حين وصلوا إلى اركيم لفرس التحق بهم الولي والمحجوب الصغير وأقام لهم محاضرة ثم واصل سيره اتجاه الزويرات. حسب خطة تلك المجموعة المتجهو نحو الشمال يوجد في طريقهم مركز الخنكة ويجب مهاجمته مرة أخرى. حين كانوا يسيرون وجدوا أثر دورية أسبانية تبحث عنهم فقرروا أن يقيموا لها كمينا. كانوا في حاجة ماسة للسلاح وبعثوا أثنين من جماعتهم إلى منطقة لكحال للبحث عنه. قرروا اختيار ثمانية منهم للقيام بكمين لتلك الدورية بين جديرية والمحبس، أما باقي المجموعة- تسعة- فواصل طريقه نحو خنكة كسات لمهاجمة مركزها. بالصدفة ضل الفريقان الطريق، وحين كادا يلتقيان عند نقطة معينة سمعوا هدير محركات سيارات الدورية التي كان الفريق المكون من ثمانية مقاتلين سيقيم لها الكمين. حين سمعوا الأصوات تشكلت المجموعة التي كان من ضمنها أمْحمد ماموني تشكيلا قتاليا في شكل كمين. كانت خطتهم بسيطة: يشكلون دائرة بحيث أن كل أثنين منهم يختبئون في مكان، وحين تصبح الدورية في وسط الدائرة يطلقون عليها الرصاص. ذهب أمْحمد ماموني مع البطل البشير السالك جدو وأختبيا، طبقا للخطة، في مكان قريب من المجموعة. كانت الدورية الأسبانية تتكون من ست سيارات. إحدى السيارات خرجت عن الصف وأصبحت في وسط دائرة الكمين فأطلقوا عليها النار. أصيب احد ركابها إصابة قاتلة وسقط ففرت السيارة وتبعت السيارات الأخرى. كان القتيل مجندا صحراويا في صفوف الجيش الأسباني. أخذوا سلاحه وذخيرته. اكتشف رفاق أمْحمد ماموني أن المجموعة الأخرى التي كانت ستكمن لتك الدورية هي قريبة منهم وأنها أطلقت النار على السيارات الأخرى التي هربت. التقت المجموعتان من جديد بالصدفة وتابعت السير نحو الشمال، لكن حدث خطأ فادح. بقى أمحمد ماموني والبشير السالك جدو في مكان الكمين ينتظرون الأوامر. عادت سيارة من السيارات الأسبانية إلى جثة القتيل وحملته. في الطريق تصادم معها البشير وأمْحمد ماموني فهربت.
ذهب عنها رفاقهما وتركاهما في مكان العملية. حين خرجا من المخبأ لم يجدا أثرا للمجموعة. المجموعة كانت تعرف إن النجدة ستأتي بسرعة وستلاحقهم. أسرعوا كي يختفوا في مكان أمن حتى حلول الظلام وبعد ذلك يتصرفون. تبع المقاتلان أثر الرفاق، لكن دون جدوى. على الخامسة مساء بدأت أربع الطيران تحلق فوق المكان، وبدأ صوت السيارات يُسمع من قريب. الأرض جرداء ولا يوجد مكان يمكن أن يأويهما. الكدية لا زالت بعيدة شيئا ما والتعب نال منهما. “إذا حم القضاء على أمري فليس له بر يأويه ولا بحر”. أحاطت بهما السيارات من كل جانب. تم القبض عليهما. أراد أحد أفراد الجيش الأسباني إطلاق النار على أمحمد ماموني ليقتله، لكن نزل أحد المجندين الصحراويين من إحدى السيارات وهدده بالقتل إن هو أطلق عليه النار. كان ذلك الرجل مناضلا سريا في صفوف الجبهة أيضا. حين لم يقتله ضربه بمؤخرة البندقية على الوجه حتى كاد يفقد عقله. وتم ضرب الأسير الآخر، البشير، بمنظار على الوجه أيضا.
ربما كان أمحمد ماموني الذي ترك تندوف في اثر الرجال الأسطوريين، وهو يحلم بالثورة والقتال يتصور أن يحدث له أي شيء أخر ما عدا أن يقع في الأسر في أول عملية يشارك فيها. لم يكن يتصور أبدا أن يكون هو أول وأصغر أسير صحراوي في حرب التحرير الطويلة. هذا هو التاريخ والقدر الذي لا مفر منه.
وضعوا كل منهما مكتوف الايدي في سيارة. وضعوا أمحمد مكبلا مع المجند الصحراوي الميت في سيارة ووضعوا البشير في سيارة أخرى. ذلك اليوم هو منقوش في ذاكرة أمحمد ماموني مثلما هو منقوش يوم التحاقه بالرجال الأسطوريين. كان يوم 21 نوفمبر 1973م. كان أول صحراوي يكتب له القدر إن يصبح أسيرا ويدخل التاريخ من ذلك الباب. حين بقى أمحمد ماموني وحده مع سائق السيارة، وهو صحراوي أيضا مجندا في صفوف الجيش الأسباني، قال له: ” هذا الذي قتلتم اليوم هو مناضل سري كبير في صفوف الجبهة، لكنه القدر. إذا سألوك عن أي شيء أنكر. لا تقر لهم بأي شيء.”
حملوهما إلى جديرية ثم السمارة ثم الدشيرة. لمدة 25 يوما وهم يبحثونهم في الدشيرة. سألوهما عن كل شيء يتعلق بالبوليساريو وعن أسماء قيادتها وعن كل شيء يخصها، لكن لم يحصلوا على ما يريدون. يوم 25 ديسمبر 1973م، تم فصلهما عن بعضهما البعض. ذهبوا بالبشير السالك جدو إلى الحكونية وذهبوا بمحمد ماموني إلى بئر انزران. في السجن بقى سبعة اشهر ومرفقه مربوطا بالقيد مع عجلة لا يفصل معها ليل نهار. في السجن اتصل به مناضل سيري اسمه اسلكو حبيب وأخبره انه من الجبهة، وطلب منهم أن لا يتحدث مع أي من السجناء الذين في السجن. كان اسلكو هذا مجندا في صفوف الجيش الأسباني وسيستشهد فيما بعد وهو يقاتل في صفوف جيش الترحير الشعبي الصحراوي. بالصدفة جاء الحاكم العام للصحراء يزور المنطقة وزار السجن الذي يوجد فيه أمحمد ماموني. حين زار زنزانة محمد ماموني طلب هذا الأخير من المترجم أن يقول له إن يخففوا عنه ظروف السجن. استجاب الحاكم العام للصحراء فورا لطلبه وأمر بنزع القيد عنه وطلب من إدارة السجن إن تسمح له بالتجوال في ساحة السجن ساعة كل يوم. لم يكن السجن مريحا إطلاقا. مرة أطلق عليه جندي أسباني رصاصة يريد قتله لكنها أخطأته.
في أواخر سنة 1974م أتوا له برفيقه البشير وبخمسة أسرى صحراويين جدد قُبض عليهم في قلب لحمار في جانفي 1974م هم: محمد لسياد المبارك، حسن احمد، سلامة السبيدي، احمد سالم بهاها، يحظيه العبد، هذا الأخير يعتبر أول جريح في حرب التحرير. تم تحويلهم جميعا إلى سجن جديد. في السجن الجديد تحركت نخوة البطل اسلكو حبيب المجند في الجيش الأسباني والذي سيستشهد لاحقا في الحرب، وقرر، رفقة مجموعة أخرى من المناضلين، أن يخططوا لهم عملية يهربونهم بواسطتها إلى المقاتلين. أختار مجموعة من رفاقه وسيارات، وحين لم يبق سوى وقت التنفيذ تم كشف الخطة.. كانوا يريدون اقتحام السجن وتخليص المقاتلين الصحراويين وحمل معهم الحارس الأسباني، لكن في الأخير أحست سلطات السجن أن تلك المجموعة تتحرك تحركا فيه شك. ضاعفوا من حراس السجن الأسبان وشددوا الإجراءات ففشلت الخطة. في بداية سنة 1975م تم حملهم جميعا إلى جزر كناريا. التقوا بمجموعة أخرى من الاسرى تتكون من أبطال عملية حرق الحزام الناقل للفوسفات وثلاثة مقاتلين ألقي البض عليهم في حوزة. كانت مجموعة حرق الحزام الناقل للفوسفات تتكون من كل من: محمد عالي الوالي عكيك الذي سيصبح فيما بعد قائدا عسكريا ميدانيا ووزيرا، ابيه الشيعة، والشهيد عمي لمخيمليل ومولود ديدي، مولود لحسن، حمدي المختار هنية، الديدو الطيب مولود، أما الثلاثة الذي تم القبض عليهم في حوزة في يو م24 كتوبر 1974م فهم: عباد خطري، نفعي بوزيد سيدمو، مولاي محمد مولاي المهدي. حين أجتمعوا بدأ المحاكمات. تمت محاكمة مجموعة قلب لحمار وحكم على كل منهم ب5 سنوات سجن مع الأعمال الشاقة، وذهبوا بهم إلى تنريفي ما عدا يحظيه العبد الذي تركوه في انتظار محاكمة ثانية. بالنسبة لمجموعة حرق الحزام الناقل للفوسفات فتمت محاكمتهم وحوكم عليهم ب25 سنة سجنا لكل منهم مع دفع مبالغ مالية. أما مجموعة حوزة فلم تتم محاكمتهم. في الأخير لم يحدث أي شيء من كل هذه المحاكمات. كان القبض على مجموعة من الجنود الأسبان في مايو 1975م ضربة قاضية للأحكام التي صدرت في حق أولئك الأسرى الصحراويين. تحرك الرأي العام الأسباني يطالب حكومته بإطلاق سراح أبنائهم ومبادلتهم بالسجناء الصحراويين. علم أبطال عملية الحزام الناسف أنه سيطلق سراحهم. فعلا تم إخلاء سبيلهم في اليوم الموالي، وبالصدفة، عثروا على عنوان كبير في جريدة يقول أنه ستتم مبادلة 25 جنديا أسبانيا أسرى لدى البوليساريو ب17 مقاتلا صحراويا سجناء في السجون الأسبانية. حدث فعلا تبادل الأسرى في مدينة المحبس يوم 21 اكتوبر 1975م. تسلمهم من الجانب الصحراوي الشهيد المحفوظ علي بيبا وبراهيم غالي في يوم مشهود تاريخي. الذين عاشوا محنة الأسر في السجون الأسبانية كانوا 17 مقاتلا، منهم سبعة من أبطال عملية حرق الحزام الناقل للفوسفات وثلاثة قُبض عليهم في حوزة وخمسة قُبض عليهم في حوزة بالإضافة إلى بطلنا أمحمد ماموني والبشير السالك جدو. هذه المجموعة منها من استشهد ومنها من لازال يواصل نضاله في أماكن متفرقة من ساحات النضال والقتال ومنها من غير قناعاته. استشهد منهم البطل البشير السالك جدو، والبطل عمي لمخيليل والشهيد البطل محمد لسياد المبارك، والبطل احمد سالم بهاها، أما البقية فلا زالوا أحياء. إثنان من الأحياء غيروا قناعاتهم في الأخير رغم هذا المجد الذي صنعوا.
أما أمحمد ماموني فلا زال مقاتلا في صفوف جيش التحرير الشعبي، لكنه يرفض بفخر أن يتحدث كثيرا عن تاريخه كبطل وكأول وأصغر أسير في حرب الصحراء الطويلة. إنه ربما يريد الآن بعد مُضي كل هذه السنوات أن يتذكر كيف أن القدر ظل يدفعه كقوة داخلية قوية وخفية كي يلتحق بالمقاتلين وبالثورة حتى وقع في الأسر ودخل التاريخ.
المجد والخلود للشهداء.
بقلم:السيد حمدي يحظيه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر