الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

الحل في الاستماع للمحتجين وانصافهم وهيبة الدولة فوق الجميع


من نافلة القول الحديث عن هيبة الدولة وواجب احترام مؤسساتها، لأنها العقد الذي يجمع كل الصحراويين ومحصلة لعرق ودماء الشهداء والمخلصين، غير ان النضال الذي خاضه الشعب الصحراوي طيلة العقود الماضية من اجل الكرامة والعيش بحرية، وان يرى حلم الدولة يكبر ويتجسد واقعا ينظر فيه كل الصحراويين لذواتهم بعيدا عن منطق الوصاية او التخوين.
وللأسف الشديد انه بعد 38 سنة من تأسيس الدولة الصحراوية يبقى النظام الصحراوي العتيد يتعامل بذهنيات مريضة تروم إسكات الأصوات المحتجة بالطرق السلمية بحد السيف؟
فبعد الحملة التي قادتها القوات الأمنية من درك وقوات خاصة والناحية العسكرية السادسة في قمع مظاهرة سلمية امام رئاسة الجمهورية في هجومين متتاليين خلال اليومين الماضيين والزج ببعض الشبان في السجن بعد تعريضهم للتعذيب والتعنيف دون إحالتهم على القضاء، ومن دون تهم سوى أنهم تظاهروا سلميا للمطالبة بالكشف عن مؤامرة احيكت بليل لابعاد شابة صحراوية عن اهلها وعائلتها، ما أجج مظاهر السخط والانتقام من السلطات وفي النهاية تدفع مؤسسات الدولة التي يجب ان تبقى فوق الجميع ثمن التصرفات الطائشة والغير مسؤولة وردات الفعل المضادة.
وما يجب ان يدركه الجميع هو ان الحوار هو الأسلوب الأنجع لحل المشكلات، وصم الآذان عن انشغالات ومشاكل الناس قد تعصف بالنظام وتخلق اساب الفوضى وهو مصير كل الأنظمة التي لا تفهم شعوبها إلا بعد فوات الأوان.
لعنة محجوبة إذن تفتح الباب أمام الاحتجاجات التي لا نحسد عليها، ولا يرضاها ضمير يفكر في المصلحة العلياء للشعب الصحراوي.
وامام الوضعية الراهنة وتصاعد وتيرة الاحتجاج لابد من فتح حوار جدي وبناء والاستماع لمطالب المحتجين والتعامل مع مطالبهم بجدية وفق ما يحدده القانون.
وتحديد المسؤول عن إعطاء أمر الهجوم على المحتجين، وتعذيب بعضهم، وتقديمه للقضاء.
فصل العناصر السلبية في الاجهزة الامنية والقيادات الفاسدة، وتطهير هذه الاجهزة حتى تكون عونا على حفظ الامن والاطمئنان لا إحداث العكس.
الابتعاد عن منطق التخوين وتوزيع صكوك الوطنية، لان الوطن يتسع للجميع.
القبض على المخربين الذين يحاولون الصيد في مثل هذه الأحداث وتحديد هويتهم.
الابتعاد عن استقطاب الشيوخ والأعيان في حل مثل هذه القضايا وتطبيق القانون الذي يبقى العقد الاجتماعي الذي يحدد العلاقة بين النظام والشعب.
الكف عن سياسة الاستهتار بالمحتجين واستعراض القوة العمومية في وجههم والانقضاض عليهم بالقوة.
المصدر: لاماب المستقلة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر