الأربعاء، 27 أغسطس 2014

البوليساريو تنسحب من أحد أبرز طرق المخدرات في المنطقة بعد شكوى مغربية لبعثة “المينورصو”


بعد أن أرسل إليها قوات في وقت سابق، الدرك الصحراوي ينسحب من أحد أشهر طرق المخدرات في المنطقة والمعروف ب”بوقربة” الواقع غرب مدينة تندوف على الحدود الجزائرية المغربية، وذلك على إثر شكوى رفعها النظام المغربي لدى بعثة الامم المتحدة الى الصحراء الغربية “المينورصو” بحجة أن المنطقة لا علاقة لها بالصحراويين، وتعود تفاصيل القضية إلى مطلع شهر يوليو/تموز المنصرم عندما دعت الحاجة الملحة لوقف تدفق المخدرات التي يسعى الإحتلال المغربي من خلالها لزعزعة الأمن والإستقرار داخل المخيمات الصحراوية والمنطقة.
ولتلك المهمة أرسل الدرك الصحراوي قوات له للمنطقة الإستراتيجية وتمكن من إقفالها أمام تجار السموم والإجرام وهو ما أثار حفيظة النظام المغربي الذي يبحث عن مخرج لمخدراته، ويعرف الطريق المذكور بإستغلاله من قبل بارونات مخدرات صحراويين يعملون على تهريب السموم المغربية إلى مخيمات العزة والكرامة والأراضي المحررة وكذا التراب الجزائري بتواطؤ مفضوح من أجهزة الأمن المغربية، وبفعل تلك العوامل، فقد كان هناك إتفاق ضمني بين الدولة الصحراوية والجزائر على أن يتولى الجانب الصحراوي مسؤولية حماية المنقطة من المهربين وتجار المخدرات رغم أوقوعها خارج نطاق التراب الوطني.
للإشارة، ففي إطار حربها المستمرة ضد الجريمة المنظمة والتهريب، فقد تمكنت القوات الأمنية الصحراوية في السنوات الأخيرة من إعتقال العديد من بارونات المخدرات بهذه المنطقة التي تشهد تورط قيادات امنية في غض الطرف عن بعض المتعاونين معهم والذين يستغلون تلك الحماية في صفقات لا تقل خطورة عن صفقات تجار المخدرات.
وحجزت السلطات العسكرية الصحراوية كميات معتبرة من القنب الهندي وغيره من السموم القادمة من المغرب، وفي موضوع متصل، وحسب مصادر مطلعة، فإن الجيش الجزائري دفع بتعزيزات عسكرية للمنطقة المذكورة بعد إنسحاب قوات الأمن الصحراوية لمنع تهريب المخدرات.
المصدر: (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)

انتخاب مولاي امحمد ابراهيم امينا عاما لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب


انتخب المؤتمر الثاني لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، مولاي امحمد ابراهيم امينا عاما للاتحاد بعد حصوله على النصاب القانوني في الدور الثاني الذي جرى يوم الثلاثاء بولاية اوسرد، بحسب مصدر من رئاسة المؤتمر.
وقررت رئاسة المؤتمر الثاني لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب ، تمديد عقد المؤتمر 24 ساعة لفسح المجال أمام الناخبين لاختيار أمين عام للاتحاد بعد فرز نتائج الدور الأول حيث لم يحصل أي من المتنافسين على الأغلبية البسيطة.
و جرى الدور الثاني بين كل من مولاي محمد إبراهيم وودادي السالك.
للاشارة فان الامين العام الجديد خريج جامعة قسنطينة الجزائرية- شعبة بيولوجيا- من مواليد 1988. سبق كذلك وان عمل كامين لرابطة البطة الطلبة بالجزائر وجامعة تبسة الجزائرية .
للتذكير تم انتخاب المكتب التنفيذي الذي ضم كلا من : الناجم بشري إبراهيم ، خليهنا محمد المصطفى ، علالي محمود الشيخ ، عبد الحي المحفوظ أعلي سالم ، كبادة حمد السيد ، سلامة مصطفى ، شريهان يكبر والعزة إبراهيم السالم.

التصعيد المغربي: مغامرة جديدة لضرب أمن واستقرار المنطقة


لطالما استغل المغرب موقعه الجغرافي المتاخم لأوروبا للمبالغة في الدورالمنوط به باعتباره “حارس للضفتين” و “جسر نحو افريقيا” وتسويقه بما يخدم سياساته الاستبدادية واطماعه التوسعية مستعملا في ذلك اوراق الهجرة السرية، الارهاب، التهريب والمخدرات. وحين كان يعتبر حليفا للغرب، خاصة اثناء الحرب الباردة، حصل المغرب على مقابل لهذه الخدمة ويتعلق الامر بالمساعدة في ردع اي تهديد داخلي وبالصمت عن الاوضاع المتردية في البلد وعن احتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية، الا انه في الفترة الاخيرة ، ومع التغيير الذي حدث في الخارطة جيوسياسية، بدأ يلاحظ تراجعا كبيرا في السياسة التي كانت متبعة.
ومن اسباب هذا التراجع هو عدم وفاء المغرب بوعوده في احداث اصلاحات عميقة وهو ما عكسته تقارير المنظمات الدولية المتتالية في المدة الاخيرة وتركيزها على وضعية حقوق الانسان المتدهورة خاصة ما يتعلق بالتعذيب والاختطاف القسري والحريات.
ومن بين الاسباب كذلك هو عدم احراز تقدم في موقف المغرب بخصوص قضية الصحراء الغربية، التي تعتبر بؤرة توتر، وبدون انهائها لايمكن للاستراتيجية الدولية المرسومة ان تبلغ اهدافها في صد الخطر من خلال إرساء دعائم الاستقرار والامن في المناطق مصدر الغلق وفسح المجال امام مشاريع التنمية التي ستعود بالفائدة عليها وفي هذا الاطار تأتي المعالجة الحقيقية لاسباب الهجرة عن طريق توفير مناصب الشغل.
خطر الارهاب الذي يتخذه المغرب الآن ذريعة للتصعيد لايخرج عن مجال المناورة المعهودة لدى النظام المغربي من اجل افشال ما تحقق بسرعة على طريق استتاب السلم والامن في المنطقة بفضل تكاثف جهود دولها وكردة فعل على العزلة الدولية التي مني بها خاصة في افريقيا بعدما تأكد انه احد المصادر التي تغذي التوتر وتروج المخدرات. وفي هذا الاطار، فان قضية الصحراء الغربية تظل عقبة كبيرة امام تحقيق هذا الهدف الذي بدأته المنطقة ، والذي جعل الامم المتحدة تعلن عن عزمها على حلها انطلاقا من مبدء تقرير المصير والاستقلال. ومن كون أن هذا الحل لايحلو للمغرب، يجد هذا الاخير في ورقة الارهاب طريقة للفت انتباه العالم والتشويش على مساره.
فالمغرب، بدون شك، يريد ان يؤثر على الزيارة المرتقبة للمبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة السيد كريستوفر روس والتي ستكون نتائجها حاسمة في جلسة الاستماع لمجلس الامن مع نهاية شهر اكتوبر المقبل. فمن المحتمل جدا أن يسلط المبعوث الشخصي الضوء خلال هذه الجلسة على معالم المرحلة المقبلة التي تحدث عنها الامين للامم المتحدة في تقريره لشهر ابريل الماضي خاصة امام الموقف المغربي الرافض لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية عبر استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي.
الكل يعرف أن المغرب احتل الصحراء الغربية في اطار حلمه الذي يمتد الى موريتانيا وبعض الاراضي الجزائرية والمالية لتوسيع نطاقه الجغرافي للسيطرة على المنافذ الاستراتيجية التي يمثلها المتوسط والاطلسي، كما ان الموارد الاقتصادية التي تزخر بها هذه المنطقة تؤهله لأن يكون قويا اقتصاديا. لكن صدمة تلاشي هذا الحلم لازال نظام المخزن لم يستوعبها بعد وبذلك ما يقوم به وما سيقوم به هو جزء مما عودنا على القيام به وهو تصدير ازماته للخارج.
فالاوضاع الداخلية المغربية المقبلة على الانفجار، وفشله في اضفاء الشرعية على احتلاله للصحراء الغربية، قد يجعل المغرب يقوم بمغامرة لاعادة المنطقة من جديد الى التوتربل يزيدها توترا وبذلك يبدد آمال شعوبها التي استبشرت خيرا في المصالحة المالية، والارادة الدولية لانهاء صراع الصحراء الغربية ومحاربة الارهاب.
بقلم: الديش محمد الصالح

أفيون الوطن….خنوع

” الحرية قتلت الملايين من الارواح ربما أكثر مما قتل الحب والديمقراطية”
مترجم من رواية أجنبية
صدح النداء في أرجاء الصحراء وملأ الربوع كما ملأ القلوب التي كانت عطشى فتنادى القوم من دون تفكير ربما ومن كل أنحاء البلد وأجتمعوا ووضعوا اليد في اليد وألتمت القلوب على عهد واحد وسلمت زمام الأمور للرسل الذين جاءت بهم الأقدار ووضعتهم على الرؤوس، والرؤوس لم تمانع لأن القلوب مملوءة بحسن النية بل أُذعنت وخنعت واستسلمت وبدأت المسيرة بإسم الوطن، متماسكة متجانسة متحدة نحو هدف واحد.
بدأ الجسم يتحرك كتلة واحدة، عين الجسم الواحد مصوبة على نقطة واحدة وروح الجسم الواحد ذائبة ومنصهرة لتحقيق حلم واحد، وبدأت ملامح تحقيق الغاية تقترب وشق على العدو تمزيق الصف وتشتيت الإنتباه. لكن القوم ممن تنادى بحسن نية لاحظوا تراجعا في الأداء وبدا أن خطبا ما يتغلغل في دواخل الجسم الواحد والغريب أنه ليس من الخارج بل من ثنايا الجسم الذي لا يُستثنى من قاعدة أنه إذا تألم منه عضو تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحمى. ولكن الرسل مرسلين يعرفون جيدا نفوس الأتباع وكلما تاثر النداء الذي لم يكن خافتا بل صارخا مدويا، وكلما مسه الخفوت يصيح كبير الرسل أن هبوا لنجدة الوطن وعندما يسمع القوم ممن تنادى عن حسن نية كلمة الوطن تملأهم روح جديدة ويقعون تحت طائلة القيم والترفع ويتذكرون السبب وراء التنادي ويلعنون الشيطان الرجيم الذي لا يعلمون أين يختبئ فيعودون مجددا الى الإذعان والإستسلام والخنوع بإسم الوطن.
تطول المسيرة مع الايام واصبحت نقطة الوصول أبعد مما كانت عليه وتزداد الظروف قسوة، وتتعقد وتتداخل العوامل المحيطة بطريق الركب، فالرسل أوكلوا تعميم الرسالة لرسل السلام ويكتشف سكان الصحراء ممن تنادوا لهدف واحد أن غايتهم لم تعد بأيديهم، ويعلو صوت المطالبة بتقصير الطريق ووضع العلامات لمعرفة طول المسيرة والإطلاع على ما يجري والغريب أن العديد منهم صنف في خانة ماكانوا يعتقدون أن الرسل يجرؤون على التفكير فيها، وأزداد الجرح توغلا في الجسم الواحد ولكن بسكين محلية الصنع وبأيدي من يحملون مكبرات الصوت ويصرخون بإسم الشعب والوطن.
يقترب الجمع من التفتت فينتاب القوم الهلع ويصرخون مرة اخرى بالعزف على وتر الخطر المرتقب ويوزعون أفيون الوطن على المدمنين ومرة تلو مرة يتغلب الأفيون على دم من تنادوا عن حسن نية ويتراجع الجسم عن التحرك الى الأمام بسبب تأثير مخدر الوطن، فيبقى يراوح مكانه يتماءل مع نسمات الريح ومع تمايل سرابيل خيم المنفى، الصغار ممن وُلدوا أيام الصيحة الأولى صاروا اباءا، الفتيان ممن عاينها صاروا شيبا، والمسنين ممن جرتهم الأقدار دفنوا تحت تراب الغير وكل هذا بإسم الوطن.
ويستمر تاثير الافيون ويستمر الإذلال والخضوع والخنوع والإستسلام ودائما بإسم الوطن، والان وقد مات الكثيرين في سبيل الوطن فهل أصبح من الضروري البحث عن دواء أو نقع أو إكسير يزيل تأثير المخدر ويضع حدا لمأساة من شربوا السم من كأس الوطن.
بقلم: حمادي البشير.

الاثنين، 18 أغسطس 2014

قراءة على هامش مقال: البشير يطرق باب قصر ملك المغرب ..!!

في جدب صحرائنا الإعلامية الرسمية و منشورات قيادتنا التي تستعجل بكل بساطة كيل الإتهامات و التخوين للاقلام الوطنية الحرة والإعلام الوطني الحر و إلباسهم لبوس العمالة بل وصفهم بجرة قلم بيان وزير الداخلية بأنهم أخطر من إعلام المخزن
........ لكن قيادتنا الرشيدة التي توزع تأشيرات الوطنية و الخيانة وفق أمزجتها المتقلبة
لم تكلف قيادتنا الرشيدة نفسها عناء إصدار منشور و لو داخلي لتعطينا الخيط الأبيض من الأسود حول الموضوع ناسية أو متناسية و مستخفة !! أن مسألة المصير تعنينا كلنا فنحن مواطنين بما يتداعى عن و على المواطنة و لسنا رعـــــايا صاحب الجـــلابة و لسنا رعايا في زرائب المترنحين بين:<<أَتْـرَيَّــــه >> و << ألدَّراعَـــــــه
و حتى الإستعداد لإستبدالهم دون خجل بي: << أَجَــــلاَبَـــــا
لم يستحق عندها رأيها الوطني العام الخروج عن صمت القبور و جثوم على رؤوسها الطيـــــر
و تشرف مقتضيات المسؤليات التي يفرضها إحترام شعبها أن توضيح الصورة
........ أتمنى أن لا يخرج علينا المزايدون بالقول أن الصورة واضحة
!!!.......لأن الدلائــــــل تضع المشهد في مواطن الرمادية في المواقف
و مسائل المصير لا تقبل الرمـــــــادية في المواقف و لا المواقع .
اندكسعد هنان.

اختطاف دوريتي”perdo” و ” domingo ” أكبر عملية ضد أسبانيا

عملية للضغط على أسبانيا وعلى البعثة الأممية
كانت مدينة السمارة تغلي تلك الأيام الأخيرة من ابريل سنة 1975م. كان الفرع في المدينة يحضر لاستقبال البعثة الأممية، وكان يريد أن يقوم مناضلوه والمنخرطون بمظاهرات ضخمة وبعملية كبيرة استعراضية ضد أسبانيا تكون في حجم عملية حرق الحزام الناقل التي نفذها مناضلو فرع مدينة العيون. بدأ التفكير يتجه نحو عمل عسكري مهم يقوم به المناضلون المنخرطون في قوات تروبا نومادا Tropas Nómadas. كان أولئك الرجال، وأكثريتهم من الحركة الطليعية، قد قرروا إن يلتحقوا بالجبال للقتال، لكن، في نفس الوقت، يريدون أن يكون التحاقهم ذلك عبارة عن عملية كبيرة تدخل التاريخ. جاءت الفرصة في وقتها. عَلِمَ مناضلوا الفرع من أولئك الجنود أن دوريتين تحملان اسمين مشفرين هما Pedro و Domingo ستخرجان في وقت واحد من السمارة والمحبس على التوالي يوم 6 مايو في ذات الساعة وبنفس العدد من الجنود والسيارات والتجهيز، وأن دورية ثالثة لم يتوصلوا بمعرفة اسمها المشفر ستخرج من اجديرية. كل تفاصيل تحركات الدوريتين المذكورتين كانت موضوعة على الطاولة أمام فرع مدينة السمارة حين أجتمع يوم 1 مايو 1975م. التفكير في تنفيذ تلك العلمية كان مبادرة محضة للفرع المحلي لمدينة السمارة، وحتى دون علم قيادة البوليساريو العسكرية ولا السياسية ودون التنسيق معها. الذين اجتمعوا ذلك اليوم في دار باب ولد البلال برئاسة عضو المكتب السياسي بلاهي السيد، كانوا مدنيين وعسكريين. كان هناك سيدي لبصير، صاحب خزينة المال الشهير في الحركة الطليعية والذي أصبح أيضا هو مؤتمن الفرع المالي في السمارة بعد تأسيس البوليساريو. كان هناك أيضا البطل الشهيد محمد سالم برير، والناجم عيلة، حمودي البو، الشهيد سلامة المراكشي، ومجموعة أخرى من حوالي 13 شخصا. تم استعراض تفاصيل تحركات وتجهيز الدوريات الثلاثة: الدورية التي ستخرج من اجديرية لن تخرج بسبب شكوك راودت العسكريين الأسبان حول تحركات الصحراويين الذين سيخرجون فيها وعلى رأسهم عبد الحي سيد محمد القائد العسكري الميداني الذي كانت الحركة الطليعية قبل انتفاضة الزملة تريد تكليفه بمهمة تكوين الجيش. بالنسبة لدوريتي المحبس والسمارة كانت كل دورية تتكون من 7 سيارات ومن 8 عسكريين أسبان ومن حوالي 27 مجندا صحراويا. هؤلاء الصحرايون المجندون الذين سيخرجون في الدوريتين هم الذين سيتكلفون باختطاف الدوريتين. كان من ضمنهم منْ هو مناضل معروف وينتمي للجبهة، ومَنْ هو صحراوي، لكن لا أحد يعرف توجهه الايدولوجي ولا احد يعرف هل هو مناضل أم لا؟. ركزَّ الفرع السياسي تلك الليلة على الدورية التي ستخرج من السمارة على أن يتم التنسيق مع فرع المحبس ليتكلف بالدورية الثانية.
ولم يتم فقط التطرق إلى الأهمية العسكرية للجوستيكية لاختطاف الدوريتين، لكن تم استعراض الأهداف البعيدة المدى من اختطافهما . كانت هناك ثلاثة أهداف:
- يتم تبادل الجنود الأسبان الذين سيتم اختطافهم بالصحراويين المقاتلين الأسرى عند أسبانيا وعلى رأسهم محمد سيدي براهيم بصيري وجماعة حرق الحزام النقال للفوسفاط وجماعة عملية قلب لحمار، واسيران تم أسرهما في نوفمبر 1973م.
- أن يتم الضغط بالاسرى على أسبانيا فيقال لها إذا قتلت أي شخص في المظاهرات التي ستنظم بمناسبة مجئ البعثة فلا تنسي أن هناك جنود أسبان في قبضة البوليساريو.
- أن تكون الجبهة في موقع قوة في أية مفاوضات قادمة مع أسبانيا.
إذن، العملية لم تكن فقط من أجل الحصول على أسلحة وسيارات جديدة يحتاجهما الجيش، لكنها كانت لها أهداف سياسية واضحة وذكية وبعيدة المدى.
يجب أن لا تعود الدوريتان
تلك التفاصيل الدقيقة جعلت أفراد الفرع المجتمعين تلك الليلة يصلون إلى قرار نهائي وهو “أن لا تعود الدريتان إذا خرجتا. يجب الذهاب بهما إلى معسكرات البوليساريو.”
كان سيخرج مع الدورية خمس “كاوبات”(cabos) صحراويين على رأسهم محمد سالم برير، وإثنين معه هم أصلا مناضلين سريين في البوليساريو، وإثنين آخرين ليس أعضاء في الحركة. بالنسبة للأثنين الذين لا ينتميان للجبهة، تكلف سيدي لبصير بالاتصال بهما لإشعارهما بالعملية ومحاولة إقناعهما بالانضمام للجبهة وفي حالة رفضهما كان سيطلب منهما أن يبقيا في المدينة بحجة المرض أو بحجة أخرى. هؤلاء الإثنان هما محمد عبللة، واعلي سالم محمد أحمد. وحتى يتصل سيدي بالكابو الأول محمد عبللة الذي لا يعرفه كان عليه أن يبحث عن شخص ثقة حتى يجعله ذريعة كي يدخل إلى دار الرجل( الكابو) المعني الذي سيتم عرض الخطة عليه. وجد الشخص المناسب الذي هو صديق قديم له وعضو سري في الجبهة وحركة النضال، لكنه يسكن في العيون. تم الاتيان به في سيارة إلى السمارة لذات المهمة، وذهب مع سيدي لبصير إلى دار الكابو المذكور محمد عبللة. حين عرض عليه سيدي الأمر بدأ يلومه أنهم لم يتصلوا به من قبل كي يصبح مناضلا معهم، وفي الأخير وافق على المشاركة الإيجابية وطرح عليهم شرطا واحدا: ” إذا جاء العيد احملوا كبشا إلى عائلتي”. تكلف له سيدي بكل شيء ثم ذهب ليتصل بالرجل الثاني علي سالم محمد احمد. دعاه إلى زيارته في متجره وعرض عليه الفكرة فوافق هو الآخر دون تردد وطلب نفس طلب زميله السابق: يتم بعث كبش إلى عائلته للعيد. باستقطاب الكابوات الصحراويين الخمسة نجحت الخطة مسبقا بنسبة 50% أو أكثر.
بسرعة بدأ أولئك الرجال يعدون خطتهم التقنية. الدورية ستخرج يوم 6 مايو، ثلاثة أيام فقط قبل مجئ البعثة، ويجب أن يكون خطفها هو حديث الساعة غداة مجيء البعثة ثم تتم مطالبة أسبانيا بإطلاق سراح الاسرى الصحراويين لديها وعلى رأسهم بصيري.
تم تكليف محمد سالم برير بالكوماندوس الذي سيسيطر على الدورية التي ستخرج من السمارة والذي يتكون من المجندين أنفسهم أعضاء الدورية ويذهب بها إلى حيث لا ترجع أبدا. كانت الخطة تقتضي إن يتم التعامل مع الصحراويين المجندين الذين يعصون أو يحاولون المقاومة بتقييدهم فقط وعدم إذائهم. في نفس تلك الليلة تم جمع الحبال التي سيتم بواسطتها تقييد الذين قد يرفضون الأوامر. وحسب الخطة أيضا فإنه يجب استغلال وقت الاستراحة لتنفيذ عملية الخطف. فحين يبدأ الجنود والضباط الأسبان بتناول الأكل يبدأ المجندون الآخرون، أعضاء الكوماندوس، بلعب ” لعبة اراح” لإلهاء الجنود الآخرين ثم تتم السيطرة على كل الأسلحة وعلى الجنود الأسبان في وقت واحد وبسرعة، وتنتهي العملية في دقائق. قبل إن تخرج الدورية تم التأكد أيضا من هوية المجندين الصحراويين الذين سيذهبون فيها. كانوا حوالي 26 مجندا نصفهم تقريبا هم أعضاء سريين في البوليساريو. أصبحت الخطة أسهل. تم إشعار أولئك الجنود بالخطة سريا فوافقوا عليها دون تردد. بقى هناك شخص أخر كان يجب الاتصال به لكن لم يحدث ذلك. هذا الشخص هو بزيد بابا حمو. في الطريق أخبروه بالعملية فوافق هو الآخر عليها بحماس وكتم الأمر. حين يعود بزيد باب حمو بعد ذلك ويتم تسريحه سيتصل بأعضاء الفرع في السمارة ويسلمهم ماله وجماله ويطلب منهم إرسال كل ذلك الدعم إلى المقاتلين الصحراويين.
حين أصبحت الدورية في الصحراء حين لا يسمع ماعدا صوت الرياح توقفت لتناول الغذاء. تم تنفيذ الخطة كما تم التخطيط لها والسيطرة على الدورية بنجاح وبدون إن تطلق طلقة واحدة أو يتم تقييد أي من عناصرها ماعدا الجنود الاسبان. كان هناك شاب واحد فقط طلب ” شرع الله” فتركوه في المكان بعد أن رفض أن يذهب معهم. في اليوم الموالي وصلت تلك الدورية المخطوفة إلى منطقة وديات الطوطرات فنفذ مخزونها من المحروقات وتوقف. هنا أتصل بها عناصر من البوليساريو وذهبوا بها هي وغنيمتها الثمينة.
دورية Domingo
الدورية التي تحمل Domingo كاسم سري لها انطلقت من المحبس متأخرة بيوم عن الدورية التي تحمل Pedro كاسم سري لها والتي انطلقت من السمارة وتمت السيطرة عليها. كانت دورية المحبس تتكون من نفس عدد الجنود والسيارات التي تتكون منها الدورية الأخرى التي خرجت من السمارة: 7 سيارات و27 جنديا. كانت تلك الدورية بقيادة النقيبFandido وينوب عنه السرخينتو Fuentes.
كانت اغلبية المجندين الصحراويين على علم بالعملية وخطتها المرسومة بدقة. كان القائد الذي تم تكليفه بكوماندوس المجندين هو البطل البشير سيدي حماد المجند في الجيش الأسباني. كانت مهمة الذين سيختطفون دورية المحبس أسهل لإن المجندين الصحراويون فيها كلهم أعضاء سريين من البوليساريو ما عدا ستة جنود.. بعد العصر توقفت الدورية للاستراحة فتمت السيطرة عليها بسرعة. رفعوا كلهم أيديهم في البداية بما في ذلك الأسبان، لكن حين كان الجميع يظن أن الدورية تمت السيطرة عليها دون إطلاق نار حاول الجندي Angel Moral وجنديين آخرين إطلاق النار من مسدساتهما على الثائرين. أطلقوا النار من مسدساتهما لكن أصيبوا بسرعة من طرف الثائرين. مات الجندي Angel Moral وجرح الآثنان جروحا غير خطيرة.
نتائج العملية
العملية هزت الرأي العام الأسباني. خلال يومين فقط تم أسر حوالي 14 جنديا وقتل واحد وجرح اثنين آخرين. في كناريا ومدريد خرج الأسبان إلى الشارع في مظاهرات تطالب الحكومة بكشف ما يجري في الصحراء وبإعادة الأسرى. لم تتأخر الحكومة في تلبية طلب الشارع. بدأت الاتصالات بالبوليساريو في الجزائر على شكل مفاوضات سرية بين وفد من الخارجية الأسبانية ووفد من البوليساريو يضم كل من إبراهيم حكيم وعمر منصور. استمرت المفاوضات وقتا أطول. كان مطلب البوليساريو يتركز حول نقطتين: الاعتراف بالبوليساريو وتسليمها السلطات بعد خروج أسبانيا وتبادل الأسرى. المفاوضات وصلت إلى اتفاق يقضي بأن يتم تتويجها بمفاوضات بين وزير خارجية أسبانيا وأمين عام جبهة البوليساريو الولي مصطفى السيد. تمت فعلا المفاوضات في الجزائر يوم 9 سبتمبر وبموجبها تم الاتفاق على تبادل إطلاق سراح الأسرى وتعهدت أسبانيا بمواصلة المفاوضات حول تفاهمات “تؤدي” إلى الاستقلال. تم عقد اجتماع واحد بين أسبانيا والجزائر والبوليساريو يوم 22 كتوبر1975م بالمحبس، لكنه كان متأخرا كثيرا لإن أسبانيا كانت قد باعت الصحراء للمغرب سريا.
لائحة بأسماء الجنود الأسبان الذين تم اختطافهم في الدوريتين:
Oficiales (tenientes)الضباط
Juan Alvarez خوان الفاريث
Antonio Fandiño Navarroانطونيو فانديدو نافارو
José Sánchez Venega خوسي سانشيس بينيغا
Francisco Lorenzo Vásquez فرانسيسكو لورينثو فاسكيس
Otras graduaciones جنود
Antonio Moras Benito انطونيو موراس بينيتو
Jacinto Escalante Caldito خاثينتو يسكالنتي
Antonio Bausa Demain انطونيو باوصا دومين
Daniel Fuentes Garrote دانيال فوينتيس غارروتي
Vicente Blanco García بيثينتي بلانكو غارثيا
Pedro Mateos Medino بيدرو ماتيوس ميدينو
Mateo Heredia Pérez ماتيو هيريدا بيريث
José Manuel Collado Piñero خوسي مانويل كويادو بينيرو
José Sobrino Ríos خوسي صوبرينو ريوس
José Lara Romero خوسي لاارا روميرو
بالإضافة إلى الجندي القتيل مورال وجندي جريح تم شمولهما بالصفقة.
الذي ربما يكون فاجأ كل الذين تابعوا العملية هو أن أسبانيا رفضت أن تشمل بصيري أو جثته أو مصيره في الصفقة أو أن البوليساريو لم تتشدد اتجاه هذه النقطة. ومهما يكون من أمر فإن عملية اختطاف الدوريتين تعتبر أهم علمية قام بها المناضلون الصحراويون لإنها كادت تفرض على أسبانيا تعترف بالبوليساريو وتسلمها السلطة، ولو كان هناك تشدد من طرف مفاوضي البوليساريو ما كان مصير بصيري سيكون مجهولا مثلما هي عليه الحال اليوم.
المراجع: لقاء مع سيدي لبصير يوم 15 اوت 2014 ببومرداس.
- فرانسيكو فيار، مسلسل تقرير مصير الصحراء، بالنثيا 1982م.
بقلم:السيد حمدي يحظيه

ارتفاع كبير في كمية القنب الهندي المغربي المحجوزة في الجزائر في ظرف عشر سنوات

عرفت كمية القنب الهندي المغربي المحجوزة في الجزائر ارتفاعا كبيرا خلال السنوات العشر الأخيرة حيث بلغت 614 طنا خلال الفترة الممتدة من 2003 الى 2013 حسب الديوان الوطني الجزائري لمكافحة المخدرات و الإدمان.
في تصريح نشرته اليوم الاثنين وكالة الانباء الجزائرية، اكد المدير العام بالنيابة للديوان محمد بن حلة أن "كمية القنب الهندي المحجوزة بلغت 614 طنا في ظرف عشر سنوات بحيث انتقلت من أكثر من 8 أطنان سنة 2008 إلى أكثر من 211 طنا سنة 2013 أي بزيادة تفوق نسبة 2500 بالمائة".
و أضاف أن هذه الأرقام تشير إلى "الارتفاع الكبير" لكمية القنب الهندي المحجوزة و القادمة من المغرب".
و حسب تقرير ديوان الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات و الجريمة لسنة 2014 تقدر المساحات المخصصة لزراعة القنب الهندي في المغرب ب 57.000 هكتار مقابل 10.000 هكتار في أفغانستان.
و تأتي هذه االارقام لتدعم التقرير الذي أعده المرصد الأوروبي لمكافحة الإدمان و المخدرات الذي نشر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات يوم 26 يونيو 2014.
و أشار التقرير إلى أن المغرب حافظ على الصدارة في قائمة الدول المصدرة للقنب الهندي (الحشيش) نحور البلدان الأوربية.
المصدر: (واص)

مراحل العولمة الثلاثة... بقاء القضية الصحراوية على الأجندة

على هامش المحاضرات التي أُلقيت في الجامعة الصيفية(IV)
المحاضرة الأخرى التي ألقيت هي محاضرة حول العولمة ومستقبل القضية الصحراوية في هذه العولمة.
المقال: مراحل العولمة الثلاثة... بقاء القضية الصحراوية على الأجندة
في الحقيقة الحديث عن العولمة بعد أكثر من خمسة وعشرين سنة على تداولها في الإعلام وفي الصحافة أصبح مثل الحديث عن مرحلة تاريخية غير بعيدة أو جديدة. إنه، ربما، في أحسن الحالات مثل الحديث عن نشأة الانترنيت وسقوط جدار برلين وتفتت الاتحاد السوفيتي. لكن إذا كانت العولمة لا زالت تفرض علينا نفسها كحدث لازال "يمكن" إن يشغل بال الاستراتيجيين وتحليلاتهم فلا باس من إعادة\ اجترار الحديث عنها.
بتحليل للوقائع التي حدثت بعد ما انفجرت في منازلنا وتلفزيوناتنا وجرائدنا ولغتنا وقهوتنا هذه القنبلة التي تُسمى " العولمة"، نجد أنها مرت بثلاث مراحل عمر كل مرحلة منها عشر سنوات تقريبا. ففي تحليل الأمريكان الذين فجروا قنبلة العولمة وتدخلوا تحت دخانها أن نجاح مرحلة من عدمه يحتاج إلى عشر سنوات فقط وفي حالة أن لا يتحقق أي شيء ينتقلون إلى المرحلة القادمة.
المرحلة الأولى: مرحلة العولمة الناعمة
تميزت هذه المرحلة بشن هجوم عنيف اُستعملت فيه كل أدوات المطبخ الأمريكي الإعلامي الكبير من الصحن إلى الملعقة، تركز الهجوم على استعمال مصطلحات قديمة\ جديدة مثل مصطلح الديمقراطية، حقوق الإنسان ومحاولة إقناع العالم المستكين والمتخلف إعلاميا واقتصاديا أن أمريكا انتصرت وأن الحرب الباردة انتهت، وأن العالم أصبح قرية صغيرة وأن السجون والديكتاتورية أصبحت من مخلفات الماضي. هذا الهجوم كان يروم أن يحدث ربيع في العالم كله؛ ربيع يجعل هذا العالم يصبح تحت ظلف حصان راعي البقر الأمريكي. لم تستطيع تلك الهجمة الإعلامية والسياسية، بعد عشر سنوات على بداية تنفيذها، أن تُحدث المرجو منها فتم التفكير في الخطة التالية.
المرحلة الثانية: العولمة بالقوة
نهاية المرحلة الأولى التي دامت تقريبا عشر سنوات - من 92م الى 2002م- والتي تم اللجوء فيها إلى استعمال الوسائل الناعمة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والإعلام والهجومات غير المباشرة على الديكتاتوريين؛ انتهت بفشل ذريع ولم يتم تحقيق منها أية نتيجة يتم ذكرها.
النتيجة التي توصل إليها الأمريكان هي أنه يجب عليهم أن يحققوا العولمة ويستغلون الفرصة مادام لم يظهر في الساحة أي منافس لهم يمكن أن يجعل مخططاتهم في استعمار العالم سلميا تفشل . محاولة تحقيق تلك العولمة تمت بنرفزة وبدون تخطيط استراتيجي مسبق وأُعتمد فيها على القوة العسكرية، وكانت أفغانستان والعراق هما أول فئران تجربة وأول ضحايا لتلك الهجمة التي كانت تروم تحقيق العولمة. استعمال القوة لتحقيق العولمة جعل الأمريكان يغرقون في مستنقع لم يخرجوا فيه إلا بعد أن تركوا فيه ملابسهم وجلودهم وأحذيتم. كانت سنة 2012م هي سنة "إعلان" فشل العولمة بالقوة. عشر سنوات من الفشل كانت كافية كي تراجع أمريكا نفسها وتلعق جراحها الكثيرة وهزائمها. الانتصار الوحيد الذي حققته أمريكا من كل هذا الجنون العسكري والتدميري الذي دام عشر سنوات هو شنق صدام حسين وقتل اسامة بن لادن والكثير من البنايات المدمرة والأطفال اليتامى. لا عولمة ولا انتصارات سهلة ولا أي شيء تحقق من الحلم الأمريكي الأرعن، وكلما حصل هو إن أمريكا سوف لن تتدخل عسكريا بعد هذه الحماقات في أية منطقة في العالم حتى لو كانت مالي أو النيجر.
المرحلة الثالثة: مرحلة عولمة الفوضى
منذ سنة 2011م بدأت المرحلة الثالثة من العولمة وهي مرحلة الفوضى التي سماها الأمريكان فوضى خلاقة. هذه المرحلة، ورغم أن الولايات المتحدة لم تظهر فيها كلاعب مباشر مثلما حصل مع المرحلة الأولى والثانية، فإنها إمَّا كانت من صنعها في الخفاء أو أنها حدثت بدون تدخل أمريكي، لكن سارت في اتجاه سير رياح العولمة. فوضى الربيع العربي هي المرحلة الثالثة من مراحل العولمة وسواء كانت أمريكا وراءها أو لم تكن، فهي، شئنا أم أبينا، امتداد لتلك العولمة التي انطلقت ذات يوم ناعمة وغير شرسة.
فوضى الربيع العربي هذه كانت ستكون أكثر لهبا والتهابا لو كانت نجحت في الدول التي ظهرت فيها في البداية. إن الفوضى الأولى التي حدثت في تونس وليبيا واليمن ومصر وسوريا والفشل الذي رافقها جعلت الجميع يتراجع عنها ويقيم أنظمة جديدة على أنقاضها؛ أنظمة لا تمت برابطة إلى أحلام الثوار الأوائل الذين فجروا تلك الانتفاضات. لم يتحقق أي شيء من تلك الثورات التي سماها الناس- خطأ- الربيع العربي. فلو كانت التجارب الأولى لذلك الربيع نجحت كانت كرة الثلج ستتدحرج نحو أوطان أخرى وشعوب أخرى، لكنها انحسرت بسبب فشل التجارب الأولى.
القضية الصحراوية في ظل العولمة
إنه من غير المشكوك فيه، بل من المؤكد أن المغرب كان يراهن على العولمة وسقوط ما سُمي بالكلتة الاشتراكية كي تتم تصفية القضية الصحراوية. تلك المراهنة سقطت في الماء البارد. إنه من المهم جدا التذكير إن خطورة العولمة وخطورة استهداف الحليف الجزائر جعل الصحراويين، في فترة من الزمن، ربما، لا يفكرون في التخطيط للهجوم ولا في تحقيق الانتصار، بقدر ما اكتفوا بالدفاع للحفاظ على بقائهم في الساحة خاصة منذ تم استهداف الحليف بالإرهاب لمدة عشر سنوات. إن الثبات وحشد ما أمكن من عناصر الصمود وربط القاطرة الصحراوية بسفينة الأمم المتحدة، كان هو عنوان هذه المرحلة الطويلة من عصر العولمة المتقلب العواصف والمدمر. إن الذي تم تحقيقه هو أن القضية الصحراوية، رغم صعوبة الوضع حولها، وهيجان المحيط وثوران الصحاري، صمدت وبقيت متواجدة على الأقل في أجندة مجلس الأمن منذ سنة 1991م إلى حد الآن.
السيد حمدي يحظيه

مخرجات اللجنة التحضيرية لمؤتمر اتحاد الطلبة تظهر عدم جدية البوليساريو في توجيه نخبها


اظهرت مخرجات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثاني لاتحاد الطلبة عدم جدية التنظيم السياسي للنهوض بالمنظمة الوليدة، وحسب ما توصل به موقع المصير نيوز من مصدر موثوق فإنه تم تسجيل عدد من التجاوزات اثناء اجتماعات اللجنة التحضيرية.
وفيما يتعلق بموضوع المشاركة، قامت اللجنة بتحديد المشاركين بالصفة حسب مقاسها، وقامت باستحداث امتدادات وهمية، خدمة لبعض المترشحين، واصبحت منظمة الطلبة المعرّفة باسمها تشمل امتدادات لا علاقة لها بالمنظمة.
وتؤكد مصادر المصير نيوز بأن مركزية الاتحاد هي من يقوم بالخلط من خلال ادراج معادلة غير سليمة تم من خلالها تحديد الفئة المشاركة في المؤتمر.
واخلت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الطلبة بالقانون الاساسي للاتحاد، بتجاوزها النصوص التي تحدد كيفية المشاركة.
ولتمكين البعض من المشاركة بالصفة قامت اللجنة باستحداث مكاتب كإمتداد لرابطة الخريجين، وحسب مصدر المصير نيوز فإن لكل دائرة مكتب تابع للرابطة، يتبع بدوره للمكتب الولائي الذي تم استحداثه هو الاخر.
ويؤكد المصدر بأن من تم تسيجلهم بالصفة في هذه المكاتب الوهمية غير منتخبين اصلا ما يعني تجاوز للقانون الاساسي للجبهة.
ولتقليل حظوظ طلبة الجزائر، وهي اكبر فئة طلابية، قامت اللجنة التحضيرية بانشاء محاصصة مع كوبا والجاليات بشكل غير دقيق، وقامت اللجنة بتحديد عدد المشاركين من طلبة كوبا ب 40 دون تحديد من يحق له المشاركة، كما أن اللجنة لم تعلن عن الاجراءات اللازمة من اجل احضار طلبة كوبا المشاركين في المؤتمر.
الشئ ذاته ينطبق على طلبة الجاليات بكل نقاط تواجدها.
وفي تحديدها للجنس اقر اعضاء من اللجنة بشكل انفرادي قاعدة المناصفة بين الجنسين، ما يعني تجاوز اخر لقوانين الجبهة.
كل هذا يأتي في ظل عدم اكتراث جبهة البوليساريو المنظمة الأم لما يحدث على مستوى المنظمة الوليدة، ويفسّر ذلك غياب قيادة البوليساريو عن اشغال اللجنة التحضيرية، بخلاف المنظمات الجماهيرية الاخرى.
وفي العادة يشارك اعضاء من مكتب البوليساريو في اجتماعات اللجنة التحضيرية لمؤتمرات منظماتها الجماهيرة، قصد الحفاظ على توجهات تلك المنظمات.
المصدر: المصيرنيوز

جيش الاحتلال ينصب صواريخه بالمناطق المحتلة والقيادة الصحراوية تلتزم الصمت


علم من مصادر اعلامية في المناطق المحتلة آن القيادة العليا لقوات الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية٫ آمرت بنصب صواريخ "ارض جو" قرب ميناء مدينة العيون المحتلة ، ومدن محتلة اخرى مثل : بوجدور و الداخلة، و بالقرب من منجم الفوسفاط بمنطقة بوكراع شرق مدينة العيون المحتلة٫ وكذا بالقرب من مولدات الطاقة الريحية بالمنطقة.
ولم تصدر القيادة الصحراوية اي بيان يندد بالتصرفات المغربية خاصة وان المنطقة تخضع لرقابة الهيئة الاممية عن طريق قوات بعثة المينورسو، لكن يبدو ان عمل هذه القوات منصب فقط على مراقبة تحركات الجيش الصحراوي فيما قوات الاحتلال المغربية تتصرف بكل ارحية في المناطق الصحراوية المحتلة، وبعتقد ان المخاوف من تهديدات بعض الجماعات الاسلامية المتشددة في المنطقة خاصة في ليبيا هي مادفعت المغرب الى تشديد اجراءاته الامنية.

أصداف العبودية: الوهم الذي يطارد العبيد حتى وهم احرار!!


لم تمثل ظاهرة العبودية الورقة اليابسة في ربيع الثورة الصحراوية منذ بدايتها وحتى التخلص من الظاهرة والقطيعة معها لم يشكل تحديا يذكر نظرا لمستوى التقبل السريع لهذا الاجراء الثوري على المستوى الشعبي.
وعلى الرغم من نظرة العقيدة الثورية الى معنى الحرية وارتباطه بالارض الا ان البداية كانت بالانسان الذي كان يمثل تحريره من عقد جمى مثل الخوف والجهل والقبلية والعبودية اولوية، فكانت البداية بالانسان.
اليوم يرى الصحراويون العبودية مجرد صوت من الماضي البعيد جدا تلاشى مع قيام الثورة، ويعود الفضل في ذلك الى مجموعة القيم الثورية والاخلاقية التي طالبت ونادت بالحرية الفردية وجعلت انه من غير الممكن بعد ذلك منح اي كان الحق في ممارسة فعل العبودية المخزي على احد، يومها نالها العبيد كل الحقوق التي يتقاسمها البشر، وتغيرت النظرة اليهم من " الأجناس المناكيد" الى " الإخوة الخضر" فأصبحوا شركاء في المأكل والمشرب والمسكن واخوة في السلاح والمصير، ليس للعبيد اليوم احياء هامشية يعيشون فيها في معزل عن المجتمع، ولايعاملون معاملة دونية ونظرة الناس لهم ثابتة وطبيعية ومميزة.
تعود جذور العبودية الى مورثات الحروب القبلية التقليدية التي غالبا ما كان يدفعها الجشع والبحث عن المكاسب باقل التكاليف، وقد ادى العديد من معارك الماضي الى عمليات نهب وسلب لاشخاص تم بيعهم بعد ذلك في اماكن بعيدة على انهم عبيد، وخلال الفترة الاستعمارية اختبئ العديد من هؤلاء المغلوب على امرهم قهرا وراء مهنة الرعي في المناطق الصحراوية ونادرا ما ظهر بعضهم كخدم في المنازل خلال الفترة القصيرة من عيش الصحراويين بالمدن قبل ان يتحول الجميع للعيش في مدن القماش في الملاجئ بسبب حالة الغزو المغربي للصحراء.
اليوم يدين الصحراويون لثورتهم بالفضل في اشياء عديدة، لكن فضلها على السود يعد انجازا كبيرا بالنظرة الى المحاولات المتواضعة لمجابهة الوضع المشابه في دول مجاورة تنعم بالاستقلال منذ زمن بعيد.
اليوم تكاد العبودية كخطيئة منسية تعود الى واجهة الاطماع الفردية المشبوهة، خاصة من ذوي البشرة السوداء، والذين بدأوا متذمرين وغير مقتنعين بما تمنحه الحياة الحرة الجديدة من فرص رغم انتشار عدم المساواة في العالم كله بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية التي يستهلك سكانها ثلث انتاج العالم من العقاقير للتخلص من الإكتئاب والتعاسة.
وقد وجد بعض من السود الفضل في نبش الماضي، عله يعينهم على الصعود الى أعلى التلة في لعبة السلطة، او احراز مكاسب ظرفية متوفرة دوما في سلة فرص الاطماع الموسمية.
ليس "للمظالم" الجديد شكل محدد ولا سقف معلوم في مسيرات الملونين التي غالبا ما رآها الناس تجوب الشوارع، وحتى الناس انفسهم لايفهمون سر هذه الفوبيا السوداء في اسطورة التمييز بعد ان كانت عبارة عن صورة نافقة في اذهان الصحراويين منذ زمن لاتمكن الاستهانة به، آمن الناس خلاله بحقيقة مردها ان جوهر السياسة هو اتباع السلوك العقلاني الذي يلزم بعدم تعقيد الامور للحفاظ على اكبر قدر ممكن من التعايش كشرط للبقاء.
والصورة التي يحاول البعض تثبيتها الان في اذهان الناس هي صورة غير حقيقية في الواقع بل منزوعة من اطارها الحقيقي ولاتتعدى كونها مجرد ثقب يراد له ان يتوسع ويلتهب في دائرة حلقات شراء الضمائر الذي يدور حديثه بين الاعداء ومرتزقة السياسة الموسمية ولعل ابرز اهدافه تحويل الصراع على الأرض الى صراع بين الضحايا، ويبقى ثمن الحرية اكبر بكثير من الحرية نفسها ما لم يعلم الضحايا وبكل الوان الطيف الصحراوي بهذا فيستعدون لدفعه مجددا.
بقلم: أزعور ابراهيم

الجمعة، 15 أغسطس 2014

اين مشروع الامة مع التشتت‎


اولا الأمة هي قبل كل شيء جماعة, جماعة معينة من الناس, وليست هذه الجماعة عرقية ولا قبلية , فالأمة جماعة ثابتة من الناس, مؤلفة تاريخياً, لها لغة مشتركة, وأرض مشتركة, وحياة اقتصادية مشتركة, وتكوين نفسي مشترك يجد له تعبيراً في الثقافة المشتركة, له تعبيراً في الثقافة المشتركة , بل هي جماعة من الناس تألفت بعوامل التاريخ .
والتشتت هو التفرق ولاختلاف ويقال تشتتوا اي تفرقوا , وتشتت الانتباه اي انشغل بموضوعات شتى ففقد تركيزه في موضوع واحد , و التشتت الفكري بمعنى عدم القدرة على التركيز فيما يجب ان يركز عليه الانسان..
فبعد معرفتنا لمعنى الامة هل نستطيع القول اننا ارض خصبة لنكون امة ؟
ام اننا قد عصفت بنا رياح التشتت ؟
مما لاشك فيه ان البداية الناجحة للجبهة الشعبية التي جعلت من الشعب العربي في الساقية الحمراء ووادي الذهب ارضا خصبة لنشوء امة , ويتضح ذلك من خلال نهج الولي مصطفى السيد سياسة مُحاربة القبليّة,واعتبرها العائق أمام تقدم الشعب الصحراوي، ودعا الصحراويين إلى التخلّص من ضعفهم الذاتي عبر تحررهم من قيود القبيلة, وتجاوز مفاهيمها وأنظمتها البالية, والإنخراط ضمن التجمعات السياسية , وبحسمٍ لا خيار فيه أطلق شعاره '' لا تنظيم الى التنظيم السياسي ''
ولكن في السنوات الاخيرة بدا هذا المبدا يتلاشى ويتضح من خلال الرابط الذي اصبح ضعيفا بين مكونات الامة الناشئة , وذلك من خلال فقدانها للمقوم الاساسي الذي كان ركيزة نجاحها , وهي التي يوضحها الشهيد في قوله '' تتشكل الرابطة من الناحية العلمية على أساس المصلحة, وعليها تتقوى وتنمو, وكلما كبرت المصلحة المشتركة كانت الرابطة أقوى, وكلما كانت المصلحة أقل ضعُفت الرابطة.. معناهُ أن الرابطة ليست مجردة تتحدّدُ خيالياً أو عاطفياً '' . فقد وصل التشتت الى ان اصبحت حتى الروابط الاجتماعية بين مكونات الجسم الصحراوي ضعيفة ضعفا حزينا , من خلال ضعف الرابط القومي داخليا من انتشار مبدا الانتهازية والقبلية وحب التسلط .... وفي الخارج واقصد المهجر حدث ولا حرج , حيث اصبح مجرد الود الطبيعي من تكاتف وغيره تجارة نادرة ...
ولكن ماهو سبب هذا التشتت ؟
هناك مقولة مشهورة للامام مالك يقول فيها '' لن يصلح اخر هذه الامة الا ما صلح اولها '' . ونحن نظن ان هذه المقولة تنطبق علينا نحن اكثر من غيرنا , فالفكر والمبدا والعمل الذي جمع هذه الامة في اول يوم هو القادر على تقويتها اليوم وتمتين الرابطة الوطنية ....
وهناك مسببات اخرى للتشتت , انها نتاج الضعف التاطيري , الذي كان سببه انعدام للاطارات الوطنية القادرة على تثبيت وتقوية هذا الحس الجمعوي والفكري , بل اصبح الاطار هو من يكرس التشتت والانانية والبعد عن المبدا وتهميش الطبقة الاهم والرهان وهو الشعب .
لم اجد ابلغ في الختام من مقولة مفجر الثورة المجيدة اذ يقول '' ان الشعب هو سلاحكم الذي ستقاتلون به العدو, وهو الحصن الذي تتحصنون به.. أي الشعب هو صاحب القرار.. هو صاحب الكلمة.. فقوله مقبول وحكمه نافذ ''.
بقلم : عمار الصالح

على هامش المحاضرات التي أُلقيت بمناسبة الجامعة الصيفية(II)

انعكاس الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكب المغرب على واقع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
المحاضرة الأخرى التي ألقيت ضمن محاضرات الجامعة كانت حول موضوع حقوق الإنسان عموما وفي الصحراء الغربية تحديدا. من وجهة نظرنا أن تلك المحاضرة كانت تنقصها فقرة مهمة هي ما هي انعكاسات الجرائم ضد الإنسانية التي أرتكبت في الصحراء الغربية على واقع حقوق الإنسان.؟
المعالجة تبدأ من الحرمان من تقرير المصير
الحرمان من تقرير المصير هو جريمة ضد الإنسانية إذا أردنا مقاربة واقع حقوق الإنسان الحديث مع القوانين الدولية. فحسب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في تقرير نشرته عن الصحراء الغربية في يونيو 2006 م فإن "" موضوع تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية يعتبر أهم حق من حقوق الإنسان فيما يتعلق بالإقليم، وهو حق يستمد أهميته من الميثاق العالمي للحقوق السياسية والمدنية، والميثاق الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويجب ان ينعكس احترام كل حقوق الإنسان لشعب الصحراء الغربية من خلال هذا الحق، وأي غياب له سوف يؤدي إلى تعثر لا محيد عنه في التمتع بكل الحقوق الأخرى التي تضمنها المواثيق الدولية المعمول بها."
إذن، إذا انطلقنا من أن الحرمان من تقرير المصير هو جريمة ضد الإنسانية فإننا سنعتبر أن أول جريمة ارتكبها الاحتلال المغربي ضد حقوق الإنسان في الصحراء الغربية هي جريمة حرمان الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال. لقد منع المغرب بالقوة، بالمؤامرات وبانتهاج سياسة الاندفاع المتهور إلى الأمام، المجتمع الدولي من أن يقوم بتنظيم استشارة شعبية في الصحراء الغربية ليعرف ماذا يريد شعبها. ففي سنة 1975م، حين أراد ت الأمم المتحدة والدولة الاستعمارية آنذاك- أسبانيا- تنظيم استفتاء لتقرير المصير احتل المغرب الإقليم بالقوة واضعا بذلك نهاية عنيفة لكل محاولة من شأنها أن تعطي للصحراويين الفرصة كي تتم استشارتهم. في بداية سنة 1976م حين عرض الأمين العام للأمم المتحدة، النمساوي كورت فالدهايم، مخططه لتقرير مصير الصحراء الغربية ووضعها تحت وصاية الأمم المتحدة إلى أن يقرر سكانها مصيرهم رفض المغرب الخطة، وبدل أن يتعاون مع المجتمع الدولي قام بتهجير ومحاولة إبادة سكان الصحراء الغربية بالقوة.
في سنة 1992م، حين أجمع المجتمع الدولي كله، بما في ذلك مجلس الأمن، على ضرورة تنظيم استفتاء للصحراويين ليختاروا بين الاستقلال والانضمام رفض المغرب في النهاية وعبث بكل ما قامت به الأمم المتحدة من مجهودات خلال سنوات وأعاد القضية إلى خط الانطلاق.
الغزو، الاحتلال، المسيرات والإرهاب كجرائم لها تأثير على حقوق الإنسان
في القانون الدولي، الغزو والاحتلال بالقوة، سواء كانت الجيش أو الغزو البشري بالمسيرات مثلا أو أي وسيلة أخرى تحدث بواسطتها غلبة مجموعة لمجموعة أخرى والاستيلاء على وطنها، أرضها أو فضائها الجغرافي، هو ممنوع وخارج سياق العصر وقواعده وقوانينه ومحرم دوليا. فمنذ اتفاقية لاهاي سنة 1907م إلى يومنا هذا والعالم ينادي بأن الاحتلال ممنوع ومُجَرَّمْ.
إن تواجد مستوطنين مؤطرين يقومون بمهمتهم بوعي أثَّر كثيرا على حق الصحراويين، كمجموعة أناسية، في الحرية والأمن وجعلهم يعيشون وضعية غير طبيعية تتميز بالخوف والرعب وانتظار العدوان في أية لحظة. إن هذا الجو المؤبوء بالخوف يؤثر نفسيا على العناصر البشرية الأكثر هشاشة بين أفراد المجتمع مثل الأطفال والنساء والعجزة.
فمثلا كانت المسيرة التي سماها المغرب " المسيرة الخضراء" كانت وسيلة ترويع خطيرة للسكان الأصليين. فالذين شكلوا تلك المسيرة وشاركوا في صفوفها الأولى كانوا، كلهم من دون استثناء، من ذوي السوابق العدلية، المسجونين الذين أطلق سراحهم مقابل مشاركتهم في المسيرة، المخمورين والقمارين، رجال العصابات الذين كانوا ينشطون في الشوارع المغربية في الدار البيضاء والرباط ومراكش. إن كل هؤلاء ذوي العقليات المتشبعة بثقافة العنف، السرقة والجنحة تم تهييجهم ضد السكان الصحراويين الأصليين ووعدهم بالثراء والثروة في الصحراء.
الاستيطان نقل السكان والتفرقة العنصرية
تعتبر الجرائم التالية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي وهي جرائم لها انعكاساتها السلبية على حقوق الإنسان: "قيام دولة الاحتلال بنقل بعض سكانها إلى الأراضي التي تحتلها أو ترحيل أو نقل كل أو بعض سكان الأراضي المحتلة داخل نطاق تلك الأراضي.
- ممارسة التفرقة العنصرية وغيرها من الأساليب المبنية على التمييز العنصري والمنافية للقيم الإنسانية والتي من شأنها النيل من الكرامة الشخصية."
كانت جريمتا الاستيطان وممارسة التفرقة العنصرية من الجرائم التي أضرت كثيرا بحقوق الإنسان في الصحراء الغربية وبسببها تم انتزاع أرض ومساكن وثروات شعب بأكلمه منه وتركه عرضة للضياع. أن مثل هاتين الجريمتين الحقتا الكثير من الضرر المادي والمعنوي بجانب حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
التهجير والتشريد ... كطرق لانتهاك حقوق الإنسان
وحتى يتم إفراغ الصحراء من سكانها وإحلال محلهم مجتمع مغربي جديد وعنيف، عمد الاحتلال المغربي إلى التشريد خارج الحدود وإلى تهجير الصحراويين بمختلف الطرق إلى داخل المغرب كي يتم تذويبهم في مجتمع مغربي جديد، وبالتالي القضاء عليهم وعلى هويتهم. إن هذا الفعل هو هتك لحق من حقوق الإنسان يتعلق بالتواجد في الوطن والأرض والبيت والتمتع بالثروات والأمن والاستقرار.
وكطريقة للاستيطان والتصفية شكَّل الغزو المغربي، بما رافقه من جرائم، وسيلة عنيفة لتهجير الصحراويين وطردهم إلى خارج وطنهم. فالغزو العسكري لم يكن سريا فقط، إنما أعتمد على بث دعاية مرفقة بارتكاب جريمة تهديد بالإبادة. كانت تلك الدعاية المتوازية مع العنف والقتل تهدف إلى تهجير وطرد الصحراويين إلى خارج بلدهم. كان الجيش المغربي يقوم مثلا بدفن الناس أحياء تحت الرمال، أو يرمونهم في البحر أحياء، أو يقتلونهم بدم بارد ثم يبدؤون تهديد كل من واجههم بمصير مماثل. إن الفظائع التي ارتكبها الغزو المغربي، عن طريق الجيش أو المستوطنين، كانت تصل إلى الصحراويين في كل مكان، وحين يسمعونها يهربون غير آبهين بشيء، ويتيهون في الصحاري، فالمهم بالنسبة لهم هو الهروب من أمام الغزو إلى أي مكان. لقد أدى الغزو المغربي ألي الهجرة القسرية لمئات الآلاف من الصحراويين إلى مخيمات اللجوء والدول المجاورة. أما من لم يهاجروا إلى الخارج، تحت التخويف والقوة، أو إلى اللجوء، فكان الجيش المغربي يأخذهم ويحشرهم في شاحنات ويرمي بهم في داخل المغرب ويتركهم هناك بلا ماوى ولا شيء.
مع بداية 1987م بدأ ترحيل دفعات متتالية من الشباب الصحراوي إلى داخل المغرب تحت غطاء تمويهي هو غطاء التعليم والتكوين. وجد الكثير من الشبان الذين كانوا مهمشين أنفسهم فجأة يحصلون على منحة للدراسة في عمق المغرب وعلى تكوين ما كانوا يحلمون به.مع نهاية 1987م وصل العدد إلى أكثر من 6000 شاب وشابة مهجر، وتم ذرهم في المدن الكبيرة والمداشر، ومنحهم بعض المرتبات وتأجير السكن لهم من طرف الحكومة. في المدن المغربية الكبرى، خاصة الدار البيضاء والرباط، عبدت وزارة الداخلية أمامهم الطرق الملتوية، وفتحت لهم كل الغرف الحمراء ليدخلوها سالمين. مُنح الكثير منهم بطاقات يدخل بها مجانا الأماكن التي لا يدخلها إلا الأثرياء، وسمح لهم أيضا الدخول إلى ملاهي الرذائل والفساد وإلى المتنزهات التي يرتادها السياح فقط. إن هذه البحبوحة كانت جريمة ضد الإنسانية ومثلت تعسفا واضحا سيكون له تأثر مستقبلي على مدى بعيد في حق من حقوق الإنسان الأساسية وهو البقاء في الوطن وبين الأهل وتفادي تدمير نفسي ومعنوي وتاريخي كبير سينتبه إليه هؤلاء المهجرون حين يكبرون. سيجدون أنفسهم أنهم تحولوا من أناس سويين إلى أناس مخدرين وعاطلين عن العمل ومدمنين وبلا هوية.
وبالإضافة إلى التهجير تم تشريد الصحراويين عن طريق الهجوم على المدنيين وتشريدهم ونزع منهم بالقوة والترهيب أرضهم، منازلهم وثرواتهم. فمنذ الأيام الأولى للغزو تم تشريد حوالي 200 ألف صحراوي بالقوة من منازلهم، مدنهم، قراهم ومداشرهم. إن إبعاد السكان بالقوة، بهدف التخلص منهم، هو جريمة ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون وستؤثر سلا على حقوق الإنسان مستقبلا بحيث ينشأ جيل جديد في اللجوء بلا وطن وبلا مستقبل وبلا تاريخ حاضر.. إن كل هؤلاء الذين تم طردهم تحولوا، بالقوة والإكراه والترهيب، إلى لاجئين في مناطق مختلفة من العالم أهمهما الجزائر، موريتانيا وبلدان الجوار. إن الأمر لم ينتهي فقط عند محاولة الإبادة بالتهجير، الطرد، الترهيب إنما، وحتى يتم التعسف في حقوق هؤلاء الإنسانية، تمت مطاردتهم بالدبابات والطائرات للقضاء عليهم في الطريق
الاستيطان والتهجير والتشريد تجريمه في القانون الدولي
ظل المغرب يرفض – بل يعتبر ذلك خطا أحمر- نشر لوائح أو أرقام تتحدث عن عدد المستوطنين المغاربة في الصحراء الغربية، أو لوائح للصحراويين الذين تم تهجيرهم، قسرا، أو الذين تم تشريدهم منها إلى خارج حدودها.. فالصحراويون الذين يعيشون في الأراضي المحتلة يقولون أن نسبة المستوطنين هي 67% من مجموع السكان. فإذا تغاضينا عن المستوطنين الذين دخلوا على حسابهم الخاص، وأخدنا في الحسبان فقط أن 350 ألفا دخلوا في المسيرة الأولى سنة 1975م، و200الف دخلوا في المسيرة الثانية سنة 1991م، وهي أرقام تعترف بها المملكة، نجد أننا أمام عدد كبير جدا يصل إلى حوالي مليون؛ عدد يستطيع أن يتحكم في تفاصيل الحياة في المدن المحتلة، ولا يترك هامش حرية أو هامش حركة للسكان الأصليين حتى يعيشون وضعا طبيعيا في وطنهم وهذا انتهاك لحقوقهم.
فحسب القانون الدولي إن الاستيطان هو محرم ويرقى إلى درجة جريمة ضد البشرية.(1)
الاستيطان هو من جرائم الحرب بتعريف القانون الدولي. ففي المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ، والمادة 85 من البروتوكول الإضافي الأول، نجد نصوصا واضحة تقول أنه " لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزءا من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها " . ويعتبر الاستيطان من الجرائم المستمرة التي تسبب معاناة يومية لسكان الأماكن( المدن الأقاليم) المحتلة". عن التهجير والاستيطان هي جرائم وافعال يُعاقب عليها القانون الدولي. فحين نعود إلى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية نجد أن المادة 7\1 من القانون المذكور تنص على أنه "لغرض هذا النظام يشكل أي فعل من الأفعال التالية جريمة ضد الإنسانية متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين: القتل العمد ، الإبادة ، الأفعال غير الإنسانية الأخرى ذات الطابع المماثل التي تتسبب عمدا في معاناة شديدة أو في أذى خطير يلحق بالجسم أو بالصحة العقلية أو البدنية" .ووفقا لما ذهب إليه الفقه القانوني فإن معظم الجرائم الداخلة في نطاق هذا التعريف يمكن أن يكون نتيجة لفعل دولة أو نظام، ويتم تنفيذها من خلال فاعلين ذوي سلطة أو غير ذوي سلطة، والمستوطنون المغاربة ينفذون، بالنيابة والوكالة، سياسة الدولة المغربية في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
تعمد الإبادة الجماعية والتصفية...
الجريمة الأخرى التي وقعت على الشعب الصحراوي والتي كانت مرعبة حقا إلى درجة كبيرة هي جريمة الإبادة والتصفية الجماعية. تصفية شعب كامل بطرق إجرامية هو أكبر جريمة يمكن أن تقع ضد حقوق مجموعة بشرية. فبعض الذين تم اعتقالهم في انتفاضة مايو 2005م،، قال لهم رجال الأمن:" صدق الحسن الثاني حين قال للدليمي ولدريس البصري" يجب تصفية هؤلاء الصحراويون."
في الواقع كانت هناك خطة معدة سلفا أو جريمة لتصفية الشعب الصحراوي عرقيا حتى لا يبقى منه من يُقاوم أو من يحكي على الأجيال القادمة ما حدث.
فبفعل غزو ثم احتلال قام به المغرب للصحراء الغربية تم هتك حق شعب هذا الإقليم كله في الحياة والوجود وتحت غطاء هذه العملية\ الجريمة غير المعقولة إنسانيا ولا قانونيا، تم التعسف في كل الحقوق الإنسانية المدنية البسيطة الأخرى التي من الممكن أن يتمتع بها إنسان عادي. ولم يتعرض هذا الشعب فقط للتعسف، إنما، وهذا أخطر على السلم العام في العالم، تعرض للتصفية العرقية التي من أجل تكريسها على أرض الواقع، تعمد المغرب العبث بالقانون المدني الدولي الذي يشمل كل الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. لقد كان على المغرب، المحتل الغازي، أن يرتكب جرائم ضد الإنسانية، جرائم حرب، جرائم إبادة وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان حتى يصل إلى مبتغاه: إبادة الشعب الصحراوي.
إن مناخ الخوف الذي بسطته المملكة المغربية في الصحراء الغربية لإرهاب ما تبقى فيها من السكان، جعل حقوق الإنسان في هذا الإقليم تتردى إلى الحضيض. لم يبق أي صحراوي في أي مكان من الصحراء دون أن يتم التعسف في حقوقه البسيطة مثل السكن في الوطن وتقرير المصير والعيش في جماعة اجتماعية واحدة لها تاريخ وثقافة.
كانت الحملة ضد الصحراويين شنيعة وغير أخلاقية ومخالفة لأبسط الحقوق والقوانين، وخلفت وراءها تراكما من الجرائم ضد الإنسانية لا يمكن نسيانها أو السكوت عليها.
تجريم وتحريم الإبادة والتصفية في القانون الدولي
- حسب القانون الدولي والأمم المتحدة تعتبر إبادة جماعية كل من الأفعال التالية:
- قتل أفراد الجماعة
- إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد الجماعة
- إخضاع الجماعة عمدا لأحوال معيشية بقصد إهلاكها الفعلي كليا أو جزئيا
فرض تدابير تستهدف منع الإنجاب داخل الجماعة.(1)
- دائما حسب القانون الدولي والأمم المتحدة تعتبر جريمة ضد الإنسانية كل من الأفعال التالية:
- الأفعال غير الإنسانية الأخرى التي تتسبب عمدا في معاناة شديدة أو أي أذى خطير يلحق بالجسم أو بالصحة العقلية أو البدنية.
- اضطهاد أية جماعة محددة أو مجموع محدد من السكان لأسباب سياسية أو عرقية أو قومية أو اثنية أو ثقافية أو دينية أو متعلقة بنوع الجنس أو لأسباب أخرى من المسلم عالمياً ان القانون الدولي لا يجيزها.
- أيضا تعتبر جريمة حرب- ودائما حسب القانون الدولي- كل من الجرائم التالية:
- التعذيب أو المعاملة اللا إنسانية بما في ذلك إجراء تجارب بيولوجية.
- إلحاق تدمير واسع النطاق بالممتلكات والاستيلاء عليها دون أن تكون ضرورة عسكرية تبرر ذلك، وبالمخالفة للقانون وبطريقة عابثة.
- الإبعاد أو النقل غير المشروع أو الحبس غير المشروع
- حرمان شخص محمي من حقه في محاكمة قانونية وحيادية حسبما تفرضه الاتفاقيات الدولية.
- إقصاء الأشخاص ونقلهم من أماكن تواجدهم بصورة غير مشروعة.
- الاعتقال غير المشروع.(2)
فكما رأينا كل هذه الجرائم، دون استثناء، وقعت على الشعب الصحراوي منذ أن تم غزو أرضه سنة 1975م، بهدف تصفيته وإبادته، وبذلك تم التعسف في كل الحقوق الإنسانية البسيطة التي كانت مجموعة بشرية تستطيع أن تتمتع بها.
إن انعكاسات ارتكاب جرائم ضد الإنسانية على حقوق الإنسان في الصحراء الغربية كانت مدمرة إلى درجة لا يمكن تصورها. ففي ظرف وجيز تم انتهاك حقوق شعب بأكلمه بما فيها الحقوق البسيطة التي يحلم بها كل إنسان بسيط في الحياة.
السيد حمدي يحظيه

مخرجات اللجنة التحضيرية ترهن مؤتمر اتحاد الطلبة ؟


فترة قصيرة بعد استكمال اشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب المزمع عقده في 23 من اوت القادم بولاية اوسرد حتى تبدت الى العيان اشكالات قانونية قد تازم اوضاع الطلبة في المؤتمرالقادم اذا تواصل الاصرار على تفعيل الصيغ التي اقترحت من لدن الاوصياء داخل اللجنة والتي لم تتعب نفسها في البحث عن بدائل قانونية توافقية لمعالجة اختلالات تعيق البناء وتثير الريبة في شرعية ما تم اخراجه على مستوى اللجنة القانونية .
وكما هو الاستثناء التنظيمي الذي اعطى الشرعية المتأخرة لاخر الروافد الملتحقة والتي كانت ابرز توصيات المؤتمر الشعبي العام الثالث عشر وترك تنظيم مؤتمره التاسيسي الى سنة قبل انعقاد هذا الاخير فإن ما اخرج الى الان وقبل ايام من انعقاد الندوات السياسية الخاصة به في جغرافيا لا طلابية صيغت لها مبررات اظهرت العجز الواضح في التخطيط وضعف الاهتمام الصادق ببناء هيكل تنظيمي يستفيد من اخطاء النظائر الجماهيرية ويحقق الاستثناء بينها .
اول المخرجات والتي تشكل مربط الخلل ،هي الاجابة عن سؤال من يحق له المشاركة في المؤتمر في ظل انعدام صيغة قانونية تتجاوز النظام الداخلي للمنظمة الذي اصبح من الماضي بفعل الترقية الجماهيرية للمنظمة وبين شرعية من تحدد له اللجنة حق المشاركة وهي غير مخولة قانونا بفرض رايها في حق من يشارك.
بين الصيفة والانتخاب قدمت اللجنة مقترحات باعداد نسبة المشاركين بالصفة والانتخاب مع العلم ان محدد الصفة الذي تقره النظم القانونية للمنظمة والقانون الاساسي للجبهة هي بالاساس الانتخاب وهو محدد منعدم في مجمل من يحملون الصفة فهم غير منتخبون وهم بذلك غير شرعيون للمشاركة بالصفة.
خطا اخر وقعت فيه اللجنة وهو تخصيص اعداد المشاركين للروابط المكونة للاتحاد وهو تناقض اخر يفضح ما انتهج، فعلى سبيل المثال تعتبر رابطة الخريجين عدديا والتي بعثت من الرماد اشهر قليلة قبل المؤتمر الاكثر ومن منظور رياضي فيجب ان تكون مشاركتها عدديا هي الاكبر وهو ما لم يكن باعتبار ان حصة الاسد ذهبت الى رابطة الجزائر لحسابات ما قد ترهن شرعية المؤتمر .
جغرافيا عقد الندوات تجاوزت الخصوصية المعروفة للمنظمة وكشفت عجز من يؤطرون الفعل الطلابي عن حسن تدبير المؤتمر وظرفية انعقاده.
غاب الاهتمام الرسمي والمرافقة هذه المرة على غير العادة بتجلي غياب مشارك من اعضاء الامانة الوطنية في اللجنة التحضيرية على غرار اللجان التحضيرية الخاصة بالمنظمات الجماهيرية الاخرى وهو ما يطرح اكثر من سؤال عن النيات المبيتة وراء الاستثناء الجديد ام ان النظام يريد ان يترك الطلبة في صراع انتخابي محموم ومفتوح على قاعدة اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وخرجنا من بينهم سالمين لكسر شوكة اي توحد يبلور فعل طلابي ضاغط مامول من شريحة غابت وغيبة عن المشهد الوطني بفعل التراكمات السلبية .
مخرجات اللجنة التحضيرية اعادت النقاش المسكوت عنه حول درجة الاستحقاق الطلابي في ترقية اتحاد الطلبة الى مصاف المنظمات الجماهيرية بعدما تحور النقاش الطلابي الى ضرورات انتخابية بدوافع قبلية ورطت الطلبة في استحقاق اثر عليه الواقع السلبي كباقي الاستحقاقات الانتخابية في وقت كان يجب على الطالب لعب ادوار اخرى تدفع به الى فرض نفسه بكفاءة وفعالية وتوجهه نحو ايجابية اكبر بعيدا عن امراض الواقع وازمة السلطة والمسؤولية.
المصدر: المصيرنيوز

على ماذا يُراهن المغرب في تعامله مع الهيئة الاممية ؟


نقلت وسائل إعلام مختلفة أن المغرب أرسل رسالة الى الأمم المتحدة يطلب من خلالها توضيحات معينة.
من الواضح ان تلك التوضيحات تعني توضيحات حول ماهو دور البعثة الأممية و دور الوسيط الأمريكي. في الوقت الذي تزداد فيه الأصوات المطالبة بتوسيع صلاحيات المينورسو، يُحاول المغرب تقويض أسس البعثة الأممية برمتها لكي يصبح من المستحيل توسيع صلاحياتها. من هذه االزاوية، إن بعض فقرات تقارير الأمين العام للأمم المتحدة، 2012 و 2013 مفيدة جداً.
في الواقع، المغرب، يريد تغيير طبيعة المهمة.
يبدو أن المكالمات الهاتفية و الرحلات << العجلانة >> الى واشنطن فشل فيها المغرب في محاولاته لإلغاء إمكانية ان تقترح بعض الدول مرة أخرى تمديد ولاية المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.
تقرير 5 ابريل 2012 92- وقد أدى التعليق الكامل لأنشطة الاستفتاء في عام ٢٠٠٣، إلى جانب تقلـص الـصبغة الدولية للنزاع والتغيرات الحاصلة في البيئة التشغيلية، إلى تشجيع الطرفين على وضع تفـسيرات خاصــة بهمــا، لا تتوافــق دائمــا مــع ولايــة البعثــة.
فــالمغرب يحبِّــذ عمليــة عــسكرية أضــيق لحفــظ السلام، في حين تتوقع جبهـة البوليـساريو رصـدا أوسـع لرفاهيـة الـسكان وإدراج آليـة لحقـوق الإنسان ضمنها، كما هو الحال في بعثـات حفـظ الـسلام الأخـرى .
وقـد أدى هـذان التفـسيران المتباينان إلى الأخذ بنهج في التعامـل مـع البعثـة أفـضى، بمـرور الوقـت، إلى تآكـل سـلطة البعثـة وضعف وظائفها وساهم في الخروج عن الممارسة المتبعة في مجال حفظ السلام.
تقرير 8 ابريل 2013 104- ولم يحدث أي تغير في التحديات التي تواجهها البعثـة فيمـا يتعلـق بولايتـها واخـتلاف الطرفين في تفسيرها. ومع التباين الكبير بـين ولايـة البعثـة - الـتي لم تـتغير منـذ عـام ١٩٩١ - والواقــع - مثــل التعليــق الكامــل لأنــشطة الاســتفتاء في عــام ٢٠٠٣ - فقــد اعتمــد الطرفــان تفـسيرات مختلفـة بـشكل كـبير للولايـة.
فـالمغرب يعـرّف البعثـة بأهنـا عمليـة عـسكرية في المقـام الأول لحفــظ الــسلام يجــري معظــم عملــها علــى امتــداد الجــدار الرملــي، في حــين أن جبهــة البوليساريو تنتظر من البعثة أن تقوم برصد حالـة رفـاه الـسكان وحقـوق الإنـسان الخاصـة بهم في جميع أنحاء الإقليم. وما زال هذا الاختلاف في الرأي يحدد بيئة العمليات وأدى إلى الـشعور بالإحباط وإلى الانتقاد من كلا الطرفين. فأحد الجانبين يؤكد أن البعثـة تحـاول إنجـاز أكثـر ممـا يلزم، بينما يؤكد الجانب الآخر أنها لا تقوم بما يكفي من العمل.
حدامين مولود سعيد.

المثقف الموريتاني والقضية الصحراوية


 تابعت كغيري من الصحراويين مقابلة على قناة الوطنية الموريتانية ، والتي تتناول موضوع اتفاقية السلام بين الصحراويين والموريتانيين والتي بفضلها انتهت الحرب بين الاشقاء البيظان ، والتي اشعل نظام ولد داداه رحمه الله فتيلها ، وأمد جسور الموت وادخل الاخوة في حرب ظالمة ندرك جيدا حجم الضغوط الفرنسية التي كان المرحوم ولد داداه يتعرض لها من طرف فرنسا ، لتورطه في النهاية لاعلان الحرب على الصحراويين وتقسيم أرضهم ظلما وعدوانا مع الاحتلال المغربي. ولكن المهم في ردي هذا هو بعض الاخطاء حتى لانقول المغالطات التي وردت في تحليل من يقدم نفسه على انه على دراية بالتاريخ للنزاع في الصحراء الغربية واكاديمي متخصص، اذ ليس من المعقول أن تمرر على المشاهد دعاية ان الجزائر كانت على علم بتقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا ، حيث لا يمكن للجزائر التي ظلت منذ الستينات تدافع عن حق الصحراويين في تقرير مصيرهم لتقبل في النهاية ان يقسموا كقطيع من الغنم بطريقة مخزية و" افظاحة اكتبها مولانا على الاشقاء " ، كما ان الجزائر لن تقبل بتقسيم الصحراء الغربية أذا مافسرنا الامر بكل الاحتمالات التي تدور في مخيلة البعض ممن يسوقون لمصطلح رغبة الجزائر في الريادة والتربع على اكبر خريطة في المغرب العربي.بل الذي حصل في 1972 ان الجزائر تركت الامر بين الدولتين ظنا منها انهما ستدافعان عن حق الصحراويين في تقرير مصيرهم ، ليجر الحسن الثاني بدهائه ولد داداه رحمه الله الى التقسيم لينصحه بومدين رحمه الله بمقولته الشهيرة " قلتلو ماتخسرش اعليك ياولد دادا " لكن حدث الذي حدث . المغرب والجزائر المانيا وفرنسا : وفي نفس المقابلة يحاول المؤرخ عبد الودود ولد عبد الله ان يختصر النزاع الصحراوي على انه صراع زعامة بين الجزائر والمغرب، وانه بتصالح هاتين الدولتين سيحسم النزاع ضاربا مثالا بين مصالحة ديناور وديغول متناسيا انه لو لا تنازل المانيا عن الالزاس واللورين لصالح فرنسا لما تحققت مصالحة ، فالمغرب التوسعي والجزائر الثورية لن يتصالحا ليس ببسب القضية الصحراوية ولكن بسبب خلافات منذ عهد الامير عبد القادر وقضية تحويل طائرة الزعماء الجزائريين الخمسة وقضايا اخرى يجهلها الاستاذ المؤرخ وقراءتها قد تفيد في تصحيح معلوماته التاريخية . حرج المثقف الموريتاني : لاينبغي للمثقف الموريتاني ان يبقى متحرجا في قول الحقيقة والاكتفاء بتلميحات " البيظان " والنظر للقضية على انها بين المغرب والجزائر واهمال تام لوجود الشعب الصحراوي ونضاله الطويل ضد الاستعمار ومطالبه المشروعة التي لن يقبل القفز عليها ، كما ان الحياد في هذا النزاع ليس مقبولا اذ ليس من المعقول ان يسرق لص ما خبز جارك وتمتنع عن الشهادة ضد اللص بحجة الحياد، فالحياد هو ان تقول الحقيقة ، لاشيء غير الحقيقة . كما لايفوتني ان ارد على المحامي ولد أمين كي نوضح بعض الاشياء التي وردت في تحليلكم علنا ننتفع جميعا وتزول الغشاوة عن نظرة ضيقة تجاه الصحراويين ، مازال للاسف الشديد بعض الاشقاء في موريتانيا يفكر ويحلل بها ، ومنه نورد بعض الملاحظات : الصحرايون لم يكونوا جزءا من أحد : صحيح ان الشعبين الصحراوي والموريتاني يتقاسمان الكثير من الاشياء حتى يمكن القول انهما شعب في دولتين ، ولكن ليس من حق احد أن يستغل هذه الروابط ليلغي بها استقلالية الشعب الصحراوي عبر التاريخ ، والذي كان يعرف نظام ايت الاربعين عكس نظام الامارة في موريتانيا او الملكية في المغرب او الدايات في الجزائر ، ولا اخالك تجهل هذا التاريخ ، كما تدرك جيدا وانت المحامي ان محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري 16 اكتوبر 1975 قد نفت وجود روابط سيادة بين المغرب والصحراء الغربية من جهة وبين الصحراء الغربية والمجموع الموريتاني من جهة اخرى ، حجة كافية كي نرتفع عن عقلية " لفريك " التي يقتات عليها البعض اليوم ، فيبرر عمدا او جهلا بيعة بعض الشيوخ الصحراويين للنظام في موريتانيا ،على انها شهادة كافية لامتلاك شعب بأكمله ، عادة سيئة جبل عليها ايضا البعض في موريتانيا لبيعها للمغرب ظانين ان المتاجرة بالشعوب يمكن ان تكون سلعة رابحة وما ولد بابانة وولد عمير عنا ببعيد . اتفاقية السلام مكسب للطرفين : قلتم أن الاتفاقية لم تكن في صالح موريتانيا الشقيقة ، والحقيقة ان ايقاف الحرب بين الاشقاء هو نفسه مكسب عظيم ، او لم تطوي صفحة سوداء ؟ وسنوات غابت فيها الحكمة وارتفع دوي المدافع وأزيز الطائرات على اصوات " اطلع " و"الكيفان " . الاتفاقية ايضا سلمت بموجبها مورياتانيا اقليم وادي الذهب للبوليساريو لتبريء ذمتها فتعطي الارض لاصحابها الشرعيين بغض النظر عما ال اليه الاقليم بعد ذلك بفعل الاحتلال المغربي وتوسعه عليه بحكم شهيته المفتوحة لالتهام لكل شيء ، ومعدته التي مازالت تفكر في موريتانيا واجزاء من الجزائر ومالي. كما انك ايها المحامي ولد أمين غالطت المشاهد ونحسب ذلك عن حسن نية لاغير ، اذ تقول ان موريتانيا لم تسلم وادي الذهب للصحراويين في اتفاقية السلام ، اولم تسلمها للبوليساريو؟ اوليست البوليساريو ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي ؟ ولد هيدالة بين الاصل والحكمة : تابعتم ايها المحامي المحترم الحديث ان الرئيس الموريتاني الاسبق محمد خونا ولد هيدالة ،كان يشعر بتعاطف كبير تجاه الشعب الصحراوي ، فاوقف الحرب عن مورتانيا ليحقن دماء ابناء عمومته الصحراويين بل وسلم " بير انزران " مسقط رأسه لهم ، ان ماقام به ولد هيدالة حكمة عظيمة وشجاعة نادرة لايقوم بها الا من يكن الخير للشعبين الشقيقين ،كما ان بير انزران هي جزء من التراب الصحراوي ولايجوز لشخص ما يترأس دولة شقيقة أن يحتفظ "ببير انزران " لنفسه أو لتلك الدولة، حتى وان كانت مسقط رأسه اوكانت لنظام سابق في دولته الشقيقة مطامع توسعية نتعفف جميعا عن الحديث عنها ، فالرئيس ولد هيدالة لايمكنكم كمثقفين ان تتهموه بالولاء لبلده الاصلي الصحراء الغربية رغم أن " الاصل ماهو دراعة تنفسخ " كما يقول البيظان ، بل رجل " فكراش " جنب الشعبين حربا ازهقت الكثير من الارواح ، وفي النهاية لا يمكن اعتباره سوى مواطنا موريتانيا خدم موريتانيا بكل شيء، وليس من اللباقة تصفيته سياسيا والقضاء على تاريخه بتهمة الصقها بها خصومه التاريخيين ، ونحن في الصحراء الغربية نفخر بأصوله الصحراوية، كما يحق لك انت ان تفخر بموريتانيين يتقلدون مناصبا في الدولة الصحراوية ، ونحن نعتبرهم مواطنين صحراويين ولم نمارس عليهم اي شكل من أشكال "عزلة البيظان " ولم ننبش يوما في اصول من قدموا لنا اقصى مايملكون ، ولا زلنا ندين بالجميل لمن اختاروا منهم العودة لبلدهم الاصلي . انه على بعض المثقفين الموريتانيين ، الذين لايزالون مقيدين بالمعتقد القديم تجاه الصحراء الغربية وشعبها ، ان يسارعواالى تصحيح بعض الاخطاء التي برمجوا عليها في لحظة غافلة من لحظات التاريخ ، الذي يدعي البعض امتلاك بعض فصوله ، وان نؤمن جميعا ان موريتانيا والصحراء الغربية كانتا ولاتزالان تشتركان في الكثير من نقاط التشابه ولكن ليس الى الحد الذي يدعي فيه البعض امتلاك الاخر . محمود خطري حمدي مواطن صحراوي
بقلم : محمود خطري

الاثنين، 11 أغسطس 2014

المغرب ليس منارة في المنطقة

المغرب ليس منارة في المنطقة
من الموقع الالكتروني : أتلانتيك كاونسل (Atlantic Council)
بتاريخ 05 غشت 2014
بقلم : توم ستيفنسن (Tom Stevenson )
ترجمة: حمادي البشير
أثناء إنعقاد قمة القادة الافارقة والولايات المتحدة الامريكية مؤخرا، رفعت بعض التحاليل مكانة المملكة المغربية إلى مكانة "النموذج" ولكن بالأساس المثال الافضل في الشرق الاوسط، هذه التحاليل تدعم وتخدم سياسة كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والتي صممت حاليا لدعم وصيانة ـ بدلا من تغيير ـ النظام السياسي في المملكة. وبنظرة نقدية لملف المغرب فإن سجله يكشف تقاعس صورة الاصلاح فيه وخسارة وضعه كنموذج يقتدى به في المنطقة.
لقد إتسمت إستجابة الملكية المغربية للمظاهرات الشعبية أواخر 2010 ومطلع 2011 بكونها ذات شقين اساسيين، الأول: إستخدام العنف لتفكيك مخيمات الإحتجاج في الصحراء الغربية واستعملت القوة المفرطة ضد نشطاء حركة 20 فبرائر. وثانيا: قامت بتنظيم إستفتاء حول الدستور الوطني الجديد ( في ظل شروط مثيرة للجدل، اقولها لأنني كنت حاضرا إبان عملية التصويت).
قدم القصر بنجاح تبني الدستور الجديد في يوليو 2011 كدليل على إلتزامه بالإصلاح بل حتى بالدمقرطة الجزئية للبلاد، وفي الواقع فإن الإصلاحات كانت محدودة على مستوى النص الحرفي وأكثر من ذلك من الناحية العملية. في الحقيقة بقي النظام ملكيا قمعيا تسلطيا ـ يواجه إتهامات خطيرة تتعلق بخروقات لحقوق الإنسان ـ ويتربع على نظام إقتصادي وإجتماعي غير متكافئ.
وحتى وفقا للمعايير المعتمدة في المنطقة فإن القوة السياسية في المغرب لطالما كانت وبشكل غير إعتيادي محصورة في المستوى الأعلى. وفي الوقت الذي يقر الدستور بعض التعديلات في السلطة التشريعية لا زالت أجهزة الإستخبارات والجيش تحت القبضة المحكمة للملك محمد السادس والذي يرأس ايضا مجلس الدولة الذي يتولى المصادقة على كل التشريعات قبل إحالتها الى البرلمان والأدهى أنه يمكنه حل البرلمان والدعوة الى الانتخابات ورفض وزراء الحكومة.
ويسير الملك ايضا المجلس الملكي للمستشارين والذي يتكون من مستشاريه المقربين ويبدو أنه الهيئة الحقيقية المخول لها صياغة السياسة وصناعة القرار في البلاد، ومن ابرز أعضاءه المستشار الملكي فاضل بن عايش، المستشار فؤاد على الهمة ورئيس قسم المخابرات الخارجية (DGED) ياسين المنصوري وثلاثتهم كانوا زملاء للملك اثناء الدراسة.
في الوقت الذي صممت فيه السياسة الإقتصادية أساسا من طرف (ومن أجل مصالح) فئة متحكمة محدودة يشار اليها بكلمة المخزن ، ظلت الإصلاحات الإقتصادية الأخيرة لخفض المعونات العامة مدعومة ـ ربما ـ من قبل وكالات التصنيف و(صندوق النقد الدولي الذي أعلن مؤخرا عن قرض إحترازي محدود بقيمة خمسة مليار دولار) ولكن كل ذلك لن يقدم الكثير لتخفيف حدة الفقر الذي لا يزال ينتشر على نطاق واسع في المناطق الريفية رغم بعض التحسن في المدن. وتكتنف تفاصيل العائدات والفوائد الناتجة عن الإستثمارات الملكية سرية مطبقة ولكنها بالتأكيد تؤتي أرباحا طائلة، فثروة الملك ضخمة والعائلة الملكية تملك أغلب الأسهم في الشركة الوطنية للإستثمار (SNI) والتي وصفت دائما بالفساد.
لقد حكم الحسن الثاني، والد الملك محمد السادس، بنظام أمني متورط بشكل علني في قضايا الإعتقال التعسفي، قمع المعارضة وإغتيال مواطنيه، وبالرغم من الفروقات في الأسلوب فالنظام اليوم من ناحية جوهره يعمل بطريقة مشابهة تماما. فالدولة الآن تستخدم غطاءا من خلال القوانين والخطاب المضاد للإرهاب ولكن المنظمات العالمية لحقوق الإنسان وثقت إستمرارها ـ الدولة ـ في إعتقال ومحاكمة الصحفيين، إختفاء الخصوم السياسيين وقمع ومهاجمة الإحتجاجات السلمية، ضف إلى ذلك أن إنتقاد الملك يعتبر مخالف للقوانين. كما أن النظام يقيم سجونا سرية ومتورط في التعذيب الممنهج للمعارضين السياسيين خاصة من السكان الصحراويين، وقد نشرت منظمتي هيومن رايتس ووتش، أمنيستي انترناشيونال ووزارة الخارجية الأمريكية تفاصيل عن إنتزاع الإعترافات من خلال التعذيب.
ومن أبرز ما يميز المغرب أنه لا يزال يتمسك بإحتلال عسكري للصحراء الغربية، وهي إقليم أكبر من المملكة المتحدة، فقد قام النظام المغربي بغزو وضم الصحراء الغربية سنة 1975، دافعا بعشرات الالاف من سكانها الى مخيمات اللجوء في الجزائر، ويسيطر على الارض في خرق واضح للقانون الدولي، وفي إقليم الصحراء الغربية يتبنى نظاما أمنيا صارما لقمع السكان الصحراويين بينما تتمتع المستوطنات المغربية فيها بتحسين الإعانات المادية.
في هذا الإطار قد يتساءل المرء لماذا يحظى المغرب بالسمعة التي يتمتع بها. الإجابة تكمن ـ في جزء منها ـ في إدارة آلة العلاقات العامة الفعالة بما فيها بعثته في واشنطن لصناعة الراي وتوجيه الضغط والتي تستخدم ملايين الدولارات. فبالنسبة للولايات المتحدة يعتبر المغرب حليفا إستراتيجيا قيما ضمن " شراكة تاريخية مفخرة" وفقا لتعبير السيناتور كاتب الدولة للخارجية جون كيري في 29 يوليو الماضي، فالمملكة تنوي تأدية كل المهام المضادة للإرهاب التي تؤكل إليها، وتواظب على شراء الاسلحة الامريكية خاصة في تبادلات تمت مؤخرا ومن ضمنها 24 طائرة F 16، صيانة وتجديد 200 دبابة من نوع أبرامز M1A1 بقيمة مليار دولار، أنظمة رادار وصواريخ أمريكية. وبالنسبة لأوروبا الغربية فالمغرب شريك تجاري أساسي. هذه العلاقات مؤمنة للمغرب ومبررة جزئيا بصورته كنظام يتمتع بالاستقرار، الإعتدال والإصلاح في المنطقة.
إنه لجدير بالغرب إعادة تقييم هذه الفرضيات الكاذبة المتعلقة بالنظام المغربي، وبالنتيجة إعادة تقييم العلاقات الاستراتيجية والدبلوماسية مع المملكة. وهذا مهم بشكل خاص للولايات المتحدة وفرنسا الأقوى علاقة والأكبر تأثير مع/على المملكة.
إن المغرب ليس منارة في المنطقة، فمؤشر النمو البشري لديه هو الأسوأ في شمال إفريقيا، ويتقدم الترتيب في كل من عدم المساواة في الدخل والأمية، سجله في الإصلاح السياسي والدمقرطة وحقوق الإنسان ليس باهرا وبالقطع لا يقارن بالحال في تونس. ويمكن إيجاد المقارنة الأكثر مناسبة له في ممالك مجلس التعاون لدول الخليج (GCC) والتي نادرا ما تقدم بنفس الإيجابية.
إن تقديم المملكة كمثال للمنطقة توجيه مغلوط وقد يكون مدمرا للقوى الشعبية الديمقراطية في مجتمعات شمال افريقيا المضللة أصلا، إن هذه الحركات قد تفقد التشجيع اللازم بسبب القبول الدولي لسلوك إستبدادي، والأستياء العام الأكبر والذي دام طويلا يتعلق بسياسة الولايات المتحدة التي ينظر اليها على أنها تشجع ضمنيا خرق مبادئ تتعلق بحقوق الإنسان والحكامة الرشيدة.
بدلا من ذلك، حري بالولايات المتحدة أن تستغل هذه الفرصة المتاحة في قمة القادة الافارقة والولايات المتحدة لكي تقيم بالنقد النظام الحاكم في المغرب وتضغط عليه ليبدأ بإصلاحات حقيقية خاصة في مجال حقوق الإنسان وممارساته في الصحراء الغربية. إن نتائج تجاهل هذه الحتمية قد تؤدي الى زيادة الإستياء العام تجاه الولايات المتحدة (في أفضل الحالات) ويعزز التطرف (في أسؤاها) في ساحات مشوبة بالعراقيل في ما يتعلق بالخطاب والمشاركة السياسيين.
ـ طوم ستيفنسون صحفي مستقل يقيم في القاهرة. يراسل بإنتظام للفاينانشال تايمز وفرانس 24.
ـ رابط للإطلاع على النص باللغة الاصل:
http://www.atlanticcouncil.org/morocco-is-no-regional-beacon

حصري: البشير ولد السيد يسخر من "إشاعة" مفاوضات لاستقطابه ويعتبرها فصلا جديدا من الحرب النفسية المغربية


سخر عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، وزير الدولة البشير مصطفى السيد مما روجته وسائل إعلام مغربية من مفاوضات "لاستقطابه".
وقال ولد السيد في اتصال هاتفي مع وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة أن الخبر لا يستحق أن ينفى بل اسخر من هذا المستوى الذي بلغته السلطات المغربية في تكالبها، وبلوغ هذه المرحلة من تصعيد الدعاية المغربية وعمل الاستخبارات التي جعلت من وسائل الإعلام المغربية منابر لتوزيع منشوراتها.
معتبرا ذلك فصلا جديدا من الحرب النفسية للنظام المغربي والأعيب الاستخبارات المغربية ولكن من درجة "وضيعة" حسب وصفه.
وخلال استفسار لاماب المستقلة عن ما نشرته المساء المغربية من "مفاوضات" يرعاها رئيس ما يسمى بـ"المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية".
قال ولد السيد بعد قهقهة ان "خليهنة ولد الرشيد مغلوب على امره مثله مثل غيره وان محمد السادس هو من يمسك بتلابيب كل شي هناك، لذا طلبت مقابلته في الرباط او مراكش منذ سنوات شريطة ان يكون عبر طائرة خاصة جزائرية" يضيف البشير مصطفى السيد.
واضاف المسؤول الصحراوي ان وسائل الإعلام التي تناولت الموضوع تقوم بتعمم منشورات المخابرات المغربية، التي تبث الإشاعات وتوزعها لتجعل منها خبر، لكن الخبر الحقيقي مرهون بالفعل وحصول المقابلة مع ملك المغرب.
واضاف البشير ولد السيد ان "نشر هذه الشائعات في هذا الوقت بالذات دليل على تصعيد من الحرب النفسية وعدم صدقية وسائل الإعلام المغربية التي تروج لمثل هذه الإشاعات.
وكانت وسائل إعلام مغربية من بينها جريدة المساء تحدثت عن مفاوضات "لاستقطاب" الرجل الثاني في جبهة البوليساريو
المصدر: لاماب المستقلة.

المقاومة السلمية في المناطق المحتلة


على هامش المحاضرات التي ألقيت في الجامعة الصيفية(I)
تعميما للفائدة ارتأينا أن نكتب \ نلخص مقالات عن المحاضرات المهمة التي تم إلقاؤها في الجامعة. نبدأ بالمحاضرة الأولى المهمة التي تناولت موضوع المقاومة السلمية.
المقال:
المقاومة السلمية في المناطق المحتلة
" إذا كانت مختلف الفلسفات القانونية تكرس حق الشعب في أن ينتفض ضد حكومته، فالمنطق يقود، من باب أول، إلى الاعتراف بحقه في الثورة على قوة تحتل أرضه".
تصريح أدلى به وزير الخارجية الأمريكي في جانفي 1932م مساندا فيه جهود المقاومة
تميزت المقاومة السلمية في الصحراء الغربية بمرحلتين: المرحلة الأولى هي التصدي للتصفية العرقية للشعب الصحراوي معنويا وماديا( جسديا)، والمرحلة الثانية هي مرحلة النزول إلى الشارع والدخول في صدام يومي على شكل انتفاضة مع المحتل المغربي.
إن انتصار الشعب الصحراوي على التصفية العرقية بكل أشكالها، خاصة في المدن المحتلة، وفرضه لوجوده، كقوة حاضرة في الميدان، أعطاه دفعا جديدا كي يواصل المسيرة. إن تحمل آلاف الصحراويين من مخطوفين، معتقلين وسجناء رأي للإبادة في السجون المغربية البشعة، وانتصارهم على التفتيت، وفوات المدة الزمنية التي كان المحتل يظن انه سيقضي عليهم فيها، أعاد الثقة لهم في أنفسهم كي يعلنوا الكفاح ويبتكرون أسلوبا جديدا للصدام. لقد خرج الصحراويون بعد تحمل صدمة الإبادة أكثر ثقة في النفس، أكثر طموحا في الصمود، أكثر إصرار على التحدي من ذي قبل. أحسوا أن الصعب والمخيف والمرعب قد مضى، وأنه حان وقت ردة الفعل وتوجيه الضربة للخصم. نظموا صفوفهم، مسحوا جراحهم وخرجوا إلى الشارع في انتفاضة استراتيجية طويلة الأمد.
إن الانتفاضة السلمية، خاصة المظاهرات والانتفاضات وكفاح الشوارع، ليست أسلوبا جديدا في الكفاح الصحراوي المعاصر. فأول عمل نضالي سلمي انتفاضي يدخل في هذا السياق كان حدث في الزملة ( 17 يونيو 1970)، ضد أسبانيا، لكن هذه الأخيرة حولته إلى مجزرة. فبدل أن يتم الحوار بالطرق المتعارف عليها، ومثلما خطط لذلك الصحراويون، لجأ الاستعمار إلى العنف والنار فسقط الجرحى والشهداء. كانت تلك الانتفاضة المقموعة هي الشرارة الأولى التي أعادت للصحراويين الوعي بضرورة تحرير أرضهم. ولم تكن تلك الانتفاضة السلمية عملا مبتورا ووحيدا، إنما كانت بداية لنضال طويل مسلح وسلمي. فحتى حين اندلع الكفاح المسلح في سنة 1973م، لم تتوقف المظاهرات في المدن الصحراوية. كان هناك صدام شبه يومي بين الاستعمار الأسباني والصحراويين انتهى بالمظاهرات الكبيرة التي تم بها استقبال البعثة الأممية التي زارت الصحراء في مايو 1975م والتي كانت عاملا مهما في جعل أسبانيا يخيب أملها في الصحراء . بعد غزو واحتلال الصحراء الغربية، ورغم القتال الشرس الذي خاضه الصحراويون، إلا أن الذين بقوا منهم في المدن المحتلة لم يتوقفوا، رغم القمع، عن المقاومة السلمية. ورغم صعوبة الانتفاضات والمظاهرات مع احتلال مثل المغرب، إلا إن الصحراويين خاضوا ملاحم لا تُنسى.
سنة 1992م، سنة بعد وقف إطلاق النار، تصاعد الكفاح السلمي الصحراوي في المدن المحتلة أكثر، وأصبح الشارع هو الخندق الجديد الذي يكافح منه الصحراويون بعد أن برد خندق جبهات الكفاح المسلح. ورغم أن الصحراويين كانوا دائما، قبل هذا التاريخ، يخوضون كفاح شوارع سلمي إلا إن سبب تصعيدهم بعد سنة 1992م راجع عدة أسباب:
1- الأول: كان الأفق السلمي للحل، خاصة جمود مسلسل السلام الأممي، يبدو ضبابيا، وبدأت هناك بعض الشكوك حول قدرة الأمم المتحدة على تنظيم الاستفتاء؛
2- الثاني: من أجل الدفاع عن النفس أمام انتهاك حقوق الإنسان وانتهاك القانون المدني من طرف القوة المحتلة، المغرب. فحين لم يتكلم العالم بما فيه الكفاية عن ما حدث\ يحدث للصحراويين من انتهاك لحقوق الإنسان في الصحراء المحتلة، تم انتهاج أسلوب العناد السلمي حتى يتم فرض على العالم الاعتراف بالجرائم التي يرتكب المغرب ضد المدنيين العزل؛
3- الثالث: ببساطة إن القانون الدولي يُشرع المقاومة السلمية
المقاومة السلمية في الشوارع
ينص القانون الدولي، الاتفاقيات الدولية، إعلانات حقوق الإنسان والمعاهدات كلها على شرعية المقاومة والكفاح بكل الوسائل لنيل الحرية والاستقلال، بما في ذلك الكفاح المسلح. فمثلا قرارات الأمم المتحدة مثل قراره (2649/د-25) والمؤرخ في 30 تشرين الثاني 1970م وقرار 37/43 الصادر في عام 1982م والقرار المتعلق بالعهد الدّولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والعهد الدّولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 والنافذ في عام 1976م، فإنها كلها تنص على أن المقاومة حق مشروع للشعوب التي لازالت تحت نير الاستعمار.
إن المقاومة، بكل أنواعها حتى المسلحة العنيفة منها، هي مشروعة ومعترف بها متى كانت من أجل الدفاع عن الوطن وطرد الاحتلال والاستعمار. فحق تقرير المصير، حتى يتجسد واقعا ملموسا محسوسا، لا بد له من المقاومة. إن المقاومة وتقرير المصير هما مترادفان، متلازمان يسيران جنبا لجنب، وإذا تخلف أحدهما عن الآخر لن تحصل النتيجة المرجوة. إنه من الصعب، أو نادر جدا، إن يحصل شعب على حقه في تقرير المصير إذا ظل ينادي به نظريا في المحافل الدولية، وكنتيجة لذلك لا بد من مسايرة المقاومة للمطالبة السياسية.
رغم كل وسائل التصفية الجسدية والنفسية، كل الجرائم المرتكبة وكل وسائل إرهاب الدولة التي قام بها المغرب للقضاء على الشعب الصحراوي إلا ان ذلك في الأخير لم يفلح. فمنذ السنوات الأولى للاحتلال تكتل الصحراويون، رغم قلتهم البشرية، للتحدي لمخطط تصفيتهم الممنهج الرهيب، وحين نجحوا في ذلك، بعد دفع الكثير من الشهداء، المفقودين والمختطفين، بدؤوا يتحدون ويخرجون إلى الشارع للمطالبة بتقرير مصيرهم.
إن مطالبة الصحراويين، خاصة في المدن المحتلة، بتقرير المصير، وانتهاجهم للمقاومة السلمية كان بهدف خلق نوع من التناغم بين المدن المحتلة والمناطق المحررة. إن ذلك الفعل( الانتفاضات، المظاهرات) نجح في خلق التناغم المرجو بين نضال الصحراويين الموجودين في تماس مع الاحتلال، والصحراويين الحاملين للبندقية في الأراضي المحررة في السبعينات والثمانينات. كان كل فريق يعاضد الأخر ويؤازره لتقاسم أدوار تحرير الوطن المحتل. ففي المناطق المحتلة، كانت قلوب الصحراويين هناك تنبض فرحا وهي تتابع كل ليلة المذياع باثا اللحن المميز للنشيد الوطني الصحراوي معلنا عن انتصارات عسكرية واعترافات جديدة بالدولة الصحراوية. كان عزف [1]ذلك النشيد في الإذاعة الوطنية معادلا معنويا لحدوث معارك وانتصارات صحراوية في المناطق المحررة. كل الصحراويين، خاصة في المناطق المحتلة وفي الشتات، كانوا يخلون إلى مكان آمن يحركون المؤشر ويضعون المذياع ملاصقا لآذانهم يستمعون إلى أخر الأخبار وأخر الانتصارات وهم في حالة عظيمة من الانتشاء. أيضا كان صحراويو اللجوء والشتات يحسون بالحزن العظيم وبالغضب حين يسمعون أن المغرب نكَّل بمواطنيهم في المناطق المحتلة أو قادهم إلى السجون أو ارتكب في حقهم جرائم ضد الإنسانية. الجميع كان في خندق واحد. كانوا رغم الجدار الفاصل السيئ السمعة، ورغم التباعد والبعد، يتواصلون بقلوبهم ووجدانهم، وكان القاطنون مع الاحتلال يشعرون بالحزن أحيانا لإنهم لا يشاركون في معركة التحرير العسكرية التي يلعلع رصاصها كل يوم، وتُكتب انتصاراتها في سجل التاريخ بدماء الشهداء.
بعد سنة 1991م، سنة وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية، أصبح الثقل على عاتق الصحراويين في المدن المحتلة. أي أن هؤلاء، حين لم يعودوا يستمعون للنشيد الوطني يعلن انتصارات عسكرية حاسمة، قرروا أن تتحول أراضي المناطق المحتلة إلى ساحات معارك سلمية تطالب بتقرير المصير. حلت الانتفاضات السلمية محل المعارك العسكرية، وأصبح النشيد الوطني الصحراوي يُعزف لها في الإذاعة بعد أن كان يُعزف للملاحم في الميدان. أصبحت هذه الانتفاضات ترفع معنويات الصحراويين في الأراضي المحررة ومخيمات اللاجئين. فالصحراويون الذين يسكنون في خارج المناطق المحتلة أصبحت أخبار الانتفاضات تملأهم بالفخر والنشوة، وتعيد لهم الأمل الذي كاد يتيه في صحراء وطلاسم السلام الخائب. انقلبت الصورة: فمثلما كان صحراويو المناطق المحتلة يتمنون لو شاركوا في المعارك العسكرية حين كانت الحرب دائرة، أصبح الآن صحرايو المخيمات والشتات يتمنون، حين يسمعون النشيد الوطني في الإذاعة أو حين يعلمون بانتفاضة بطولية، يتمنون لو كانوا في المناطق المحتلة كي يشاركوا في الانتفاضات.
النتيجة انه رغم كل محاولات التصفية والإرهاب، الحصار لم تسكت الانتفاضة السلمية في المناطق المحتلة المحاصرة. كانت دائما حية، متجددة، ملتهبة، متنوعة، وكان أبطالها يشحنونها دائما بما تحتاج لتبقى متوهجة مشتعلة لا تخبوء إلا لتنبعث من جديد.
ومع أن المدن الصحراوية كانت تعج بالمستوطنين ورجال الأمن الرسميين والمدسوسين، إلا إن الحراك السياسي الصحراوي الرافض لفرض الأمر الواقع كان دائما حيا في الوجدان الصحراوي المكبوت، وحاضر على الأرض يزعج الاحتلال ويستنزف طاقاته ويخل بأمنه. كان الجزء المحتل من الوطن الصحراوي جبهة حقيقية مفتوحة تقاوم وفق استراتيجية مدروسة وتكتيك متقن. فالصحراويون هناك كانوا دائما في الموعد، وفي الميدان يقارعون الاحتلال ويشاركون في رسم لوحة المقاومة والتحرير بكل ما يستطيعون. كانوا يخلدون الذكريات والأعياد الوطنية، ويتجاوبون مع كل انتصار يعزف لحنه في الأراضي المحررة، يبادرون، يخترعون وينجحون. فكلما حلت مناسبة، خُلدت ذكرى أو حدث وطني تتحول المدن المحتلة إلى غابة من الأعلام الصحراوية واللافتات والشعارات الصارخة برحيل الغزو والمطالبة بتقرير المصير. فمنذ منتصف الثمانينات بدأ التململ الوطني الغاضب يعرف طريقه إلى الشارع الصحراوي المحتل، وبدأ مخاض الانتفاضات السلمية يقترب شيئا فشيئا حتى فرض نفسه على الاحتلال..
بدأت المقاومة السليمة على شكل انتفاضة مفتوحة حتى تقرير المصير. التهبت شوارع الصحراء الغربية كلها وجنوب المغرب بالانتفاضات العنيدة القوية المنظمة التي لا تأخذ نفسا ولا تهادن. أصبح الشارع الصحراوي ميدان معركة حقيقي وتفنن المقاومون السلميون في إرباك العدو المغربي ومفاجأته كل يوم بأساليب جيدة حتى أصبح يترنح. وحين نحاول أن نأتي على جرد كرونولوجي للانتفاضات والمظاهرات التي خاضها الصحراويون البواسل في المدن المحتلة سوف لن نستطيع فعل ذلك. فمند 1992م لم تتوقف الانتفاضة السلمية في الجزء المحتل من وطننا حتى تم تتويجها بملحمة كيم إزيك الاستعراضية الكبيرة التي وقف العالم مدهوشا أمام البراعة في تنفيذها.
المراجع: كتاب لمؤلف بعنوان: المقاومة السلمية .
دار الياثنا كولتورال . أسبانيا 2012م
السيد حمدي يحظيه

الاعتقال السياسي مفهومه و طبيعته


” يعد الا عتقال السياسي ظاهرة يقدم عليها اي جهاز لشل حراك معين قصد اخماد فتيل هذا الا خير”
هذا كمدخل للمقال الذي سنعالج من خلاله الا عتقال مفهومه وطبيعته
الا عتقال السياسي بالصحراء الغربية يأتي نتيجة حراك جماهيري منظم او عفوي يطالب من خلاله المناضلون الصحراويين بتقرير المصير و الحرية و الاستقلال ويكون هذا المطلب مبني على القناعة و الا رادة المترسخة عندكل مناضل يؤمن بعدالة قضيته و شرعيتها و يختلف تعريف مفهوم الا عتقال السياسي حسب الفكر و نوعية المطلب
فبالنسبة لظاهرة الا عتقال بالصحراء الغربية وبالخصوص العيون المحتلة باعتبارها عاصمة الصحراء الغربية و بؤرة التوثر في المنطقة ينقسم فيها الا عتقال الي قسمين
هناك الا عتقال الذي يأتي على خلفية عمل منظم مثل العمل بابطار او جمعية او التعبير عن موقف يخالف مواقف او توجهات النظام المغربي المحتل
و هناك اعتقال يأتي على خلفية و قفة او مظاهرة قصد ردع و تخويف المتظاهرين ويمكن ان يزج بالمعتقل في السجن او اعتقاله لعدة ساعات
وهناك اعتقال بالصدفة ياتي نتيجة الفضول و انعدام الفكر و القناعة قبل ان تتولد فيه داخل السجن
لتبقى صفات المعتقل و التي تحدد الشخصية الفكرية له التي تفرض عليه الا تسام بالاخلاق و القيم ونبذ التفرقة و احترام الا خر و الا يمان بالمبادئ التي سطرتها دماء الشهداء.
بقلم محمد الزيت

السبت، 9 أغسطس 2014

أمْحمَّد ماموني، أول واصغر أسير في حرب التحرير


الغرباء هم في الحقيقة ثوار
لم يكن الطالب أمْحمد ماموني التاقي الذي يدرس في صف الثانية ثانوي في سنة 1973م في مدينة تندوف يتصور إطلاقا إن القدر سيوجهه وجهة أخرى غير مواصلة التعليم في تلك المدينة القصية المنسية بعيدا، والتي تغرق في بحر من الصحراء ويحيطها الخلاء من كل الجوانب. كانت الدراسة رتيبة وبطيئة والدروس مملة والحياة تسير عكس ما كان يمور في داخل ذهن ذلك الشاب ذي السابعة عشر ربيعا.. لم يكن لديه أي تصور محدد لما يدور في العالم، لكن أصداء الثورة الجزائرية والتطلع للاستقلال والأخبار التي تبثها إذاعة BBC من لندن كانت كافية كي تجعل كل شاب في سنه يتطلع للثورة في الصحراء الغربية.
رتابة حياة أمْحمد ماموني سيعبث بها ذات يوم خبر أتى به صديق له اسمه بدة بشيري. أسرَّ له إن مجموعة من “الغرباء” دخلت إلى مدينة تندوف، وأن الناس يقولون أنها قادمة من الصحراء الغربية، المستعمرة الأسبانية المجاورة، وإن هذه المجموعة تريد إعلان ثورة في الصحراء مثل الثورة الجزائرية ومنهم رجل اسمه الولي مصطفى. ذلك الخبر جعل ذهن الشاب أمْحمد ماموني يصعد معه إلى فضاءات أخرى، ويبدأ التفكير في المجموعة التي زارت المدينة والتي ستعلن الثورة. إذن، الثورة سيعلنها رجال دخلوا تندوف وستبدأ الحرب ضد أسبانيا.
على يد بدة البشير انضم أمْحمد ماموني للفرع السري في تندوف وبدأ يتبرع بالمال وبالأمكانيات للثورة التي ستُعلن. كان يتعجل اندلاع الثورة ويتصورها ثورة كبيرة مثل الثورة الجزائرية. كانت الثورة الجزائرية هي المَثل في تلك الفترة، وكان كل الشبان الصحراويين يحلمون بثورة مماثلة في الصحراء الغربية.
يوم 5 مايو 1973م، حين كان مكار تندوف يعج بالبشر القادم من الصحراء وموريتانيا والمغرب وأزواد والجزائر التقى أمْحمد ماموني بالغرباء الذين سمع بهم، والذين سيعلنون الثورة، لكنه لم يعرفهم. في دار في تلك المدينة كان أمْحمد وجها لوجه مع براهيم غالي ومع محمد سعد بوه( لمتين). وقوفه أمام الرجلين جعله يكتشف أنهما ليسا من المدينة، وأنهما ربما يكونان من الغرباء الذين تتحدث عنهم المدينة أنهم سيفجرون الثورة. لم يعرفهما، لكن راودته شكوك بشأن هويتهما؛ فهُمَا قطعاً ليسا من تندوف التي يعرفها هو شبرا شبرا ويعرف وجوه أهلها ولغتهم بدقة. الحيرة قادته إلى سؤال براهيم غالي: من أنتما؟ ومن أين قدمتهما؟ كان براهيم غالي أيضا خائفا من جرأة ذلك الشاب الذي يسأله. لم يقل له الحقيقة إنما راوغه كي يصمت. قال له أنهما من موريتانيا. لكن أمْحمد ماموني لم يكن لتتم مراوغته بتلك السهولة. الحديث والتصرف ليس تصرف الموريتانيين واللغة ليست لغة الموريتانيين أيضا. حين أكتشف غالي إصراره وقرأ في محياه أنه غير مقتنع بما قال له، قال له: إذن، نلتقي في المكار غدا ونتحدث. في الصباح التقيا في المكار، لكن الظروف لم تسمح لهما بالحديث الذي كان محمد أمْاموني يأمل أن يتم بينهما.
أُعلنت الثورة التي كانت تشغل بال الشاب أمْحمد ماموني ذي السبعة عشر ربيعا فقط. علم بها عن طريق الأصدقاء والفرع، لكنه لم يعرف ماذا حدث بالضبط ولا كيف يمكن أن ينضم إليها.
الرجال المطاردون يرفضونه في البداية
تم تنفيذ عملية الخنكة التاريخية وأنسحب المنفذون اتجاه الجنوب، اتجاه موريتانيا خوفا من الملاحقة. كانوا حفاة، عراة جائعين متعبين وبلا أسلحة وإذا تبعتهم دورية واحدة ستتمكن منهم كلهم وقد تفشل الثورة. حين وصلوا إلى الأراضي الموريتانية اعترضت طريقهم السلطات العسكرية الموريتانية وأوقفتهم في هيئة اعتقال. قامت بطردهم من أرضها بعد تدخل بعض الوطنيين الصحراويين. طُرِدَ خمسة منهم إلى الجزائر وتم تركهم عند الحدود. دخل إلى حدود الجزائر صاحب الطلقة الوحيدة في عملية الخنكة الغزواني علي علالي رفقة كل من سالم سويلم( الطبيب) والسالك احمد الوالي وبودة التاقي والشهيد محمد لسياد. لم يستطيعوا دخول تندوف وتمركزا في السبطي يداوون جراحهم وأتعابهم. كانوا محطمين جسديا ونفسيا بسبب المطاردات والخوف من الوقوع في الأسر. وصلت أخبارهم إلى مدينة تندوف وبدأت تنتقل من دار إلى دار. إنهم منفذوا العملية الأولى للثورة الصحراوية التي يحلم الشباب الصحراوي بامتشاق أسلحتها والالتحاق بها. سمع أمْحمد ماموني بالخبر فتعلق ذهنه بصورة أولئك الرجال التاريخيين المطاردين والمتعبين أيضا الذين يختفون في منطقة السبطي. قرر في النهاية أن يلتحق بهم. لم يعلم لا الفرع ولا عائلته بقرار الذهاب السري للالتحاق بأولئك الرجال الأسطوريين الذين فجروا الثورة. كان هناك حماس خفي يوجهه القدر يدفعه كي يلتحق بهم وينضم إلى صفوفهم. اتفق مع صديق له اسمه اباتي محمد باهي المعروف بأحبابي على مغادرة تندوف سيرا على الأقدام وبطريقة سرية والذهاب إلى السبطي. بعد رحلة بحث طويلة ومطاردة شاقة تم اللقاء بألئك الرجل الذين يمثلون الكثير بالنسبة لمحمد ماموني. كان الرجال الأسطوريون في حالة يرثى لها حقا، لكن مع ذلك كانت معنوياتهم كانت مرتفعة. حين طلبا الشابان مرافقة المجموعة تم رفض طلبهما. هما صغيران سنا وغضان والثورة والتنقل عمل صعب يتطلب التحمل. رفض الجميع أن يرافقوهم. في الأخير حسم احمد السالك الوالي، احد الخمسة، الأمر بأن يلتحق الشابان بالمجموعة وليكن ما يكون. كان الحدث تاريخيا في حياة الشابين. هو يوم لا يمكن أن تنساه ذاكراتهما. يوم 28 اوت 1973م. وصلوا إلى منطقة تامريكط في سبتمبر 1973م، وهناك التقى أمْحمد ماموني بالرجلين الغريبين الذين سبق أن رآهما في تندوف: براهيم غالي ومحمد سعد بوه(محمد لمتين). عرف براهيم غالي من خلال شامة كبيرة تحت أذنه. صدق حدسه ذلك اليوم في تندوف حين تنبأ أن الرجلين الغريبين هما ثوار. تجمع في ذلك المكان مجموعة من حوالي 34 رجلا سيكونون هم نواة الجيش الصحراوي الذي سيصبح واحدا من أقوى الجيش في المنطقة ثلاث سنوات بعد ذلك. تم توزيع المجموعة على فرقتين: فرقة ستسمى الجنوب وفرقة ستسمى الشمال. أصبح الشاب، أصغر واحد في المجموعة، أمْحمد ماموني مقاتلا في صفوف فرقة الشمال التي تتكون من 17 مقاتلا تحت قيادة الفراح حسني، أما فرقة الجنوب فقادها محمد لمين البوهالي.
القدر يجعل أمْحمد ماموني يدخل التاريخ كأول وأصغر أسير في الثورة الصحراوية
بدأت الرحلة الشاقة نحو الشمال والمجهول. لا يوجد في الأفق ما عدا تلك النجمة الكبيرة التي يهتدي بها أهل الصحراء في الظلام. كانت رحلة شاقة حقا. الكل يبحث عنهم: يبحث عنهم الموريتانيون والأسبان وأصوات الدوريات تملأ السماء. الطيران يحلق في الجو والأرض مكشوفة ولا توجد شجرة ولا حجرة تأويهم في تلك المنطقة. إنهم خطرون جدا في تلك الأيام ووضعهم خطير. حين وصلوا إلى اركيم لفرس التحق بهم الولي والمحجوب الصغير وأقام لهم محاضرة ثم واصل سيره اتجاه الزويرات. حسب خطة تلك المجموعة المتجهو نحو الشمال يوجد في طريقهم مركز الخنكة ويجب مهاجمته مرة أخرى. حين كانوا يسيرون وجدوا أثر دورية أسبانية تبحث عنهم فقرروا أن يقيموا لها كمينا. كانوا في حاجة ماسة للسلاح وبعثوا أثنين من جماعتهم إلى منطقة لكحال للبحث عنه. قرروا اختيار ثمانية منهم للقيام بكمين لتلك الدورية بين جديرية والمحبس، أما باقي المجموعة- تسعة- فواصل طريقه نحو خنكة كسات لمهاجمة مركزها. بالصدفة ضل الفريقان الطريق، وحين كادا يلتقيان عند نقطة معينة سمعوا هدير محركات سيارات الدورية التي كان الفريق المكون من ثمانية مقاتلين سيقيم لها الكمين. حين سمعوا الأصوات تشكلت المجموعة التي كان من ضمنها أمْحمد ماموني تشكيلا قتاليا في شكل كمين. كانت خطتهم بسيطة: يشكلون دائرة بحيث أن كل أثنين منهم يختبئون في مكان، وحين تصبح الدورية في وسط الدائرة يطلقون عليها الرصاص. ذهب أمْحمد ماموني مع البطل البشير السالك جدو وأختبيا، طبقا للخطة، في مكان قريب من المجموعة. كانت الدورية الأسبانية تتكون من ست سيارات. إحدى السيارات خرجت عن الصف وأصبحت في وسط دائرة الكمين فأطلقوا عليها النار. أصيب احد ركابها إصابة قاتلة وسقط ففرت السيارة وتبعت السيارات الأخرى. كان القتيل مجندا صحراويا في صفوف الجيش الأسباني. أخذوا سلاحه وذخيرته. اكتشف رفاق أمْحمد ماموني أن المجموعة الأخرى التي كانت ستكمن لتك الدورية هي قريبة منهم وأنها أطلقت النار على السيارات الأخرى التي هربت. التقت المجموعتان من جديد بالصدفة وتابعت السير نحو الشمال، لكن حدث خطأ فادح. بقى أمحمد ماموني والبشير السالك جدو في مكان الكمين ينتظرون الأوامر. عادت سيارة من السيارات الأسبانية إلى جثة القتيل وحملته. في الطريق تصادم معها البشير وأمْحمد ماموني فهربت.
ذهب عنها رفاقهما وتركاهما في مكان العملية. حين خرجا من المخبأ لم يجدا أثرا للمجموعة. المجموعة كانت تعرف إن النجدة ستأتي بسرعة وستلاحقهم. أسرعوا كي يختفوا في مكان أمن حتى حلول الظلام وبعد ذلك يتصرفون. تبع المقاتلان أثر الرفاق، لكن دون جدوى. على الخامسة مساء بدأت أربع الطيران تحلق فوق المكان، وبدأ صوت السيارات يُسمع من قريب. الأرض جرداء ولا يوجد مكان يمكن أن يأويهما. الكدية لا زالت بعيدة شيئا ما والتعب نال منهما. “إذا حم القضاء على أمري فليس له بر يأويه ولا بحر”. أحاطت بهما السيارات من كل جانب. تم القبض عليهما. أراد أحد أفراد الجيش الأسباني إطلاق النار على أمحمد ماموني ليقتله، لكن نزل أحد المجندين الصحراويين من إحدى السيارات وهدده بالقتل إن هو أطلق عليه النار. كان ذلك الرجل مناضلا سريا في صفوف الجبهة أيضا. حين لم يقتله ضربه بمؤخرة البندقية على الوجه حتى كاد يفقد عقله. وتم ضرب الأسير الآخر، البشير، بمنظار على الوجه أيضا.
ربما كان أمحمد ماموني الذي ترك تندوف في اثر الرجال الأسطوريين، وهو يحلم بالثورة والقتال يتصور أن يحدث له أي شيء أخر ما عدا أن يقع في الأسر في أول عملية يشارك فيها. لم يكن يتصور أبدا أن يكون هو أول وأصغر أسير صحراوي في حرب التحرير الطويلة. هذا هو التاريخ والقدر الذي لا مفر منه.
وضعوا كل منهما مكتوف الايدي في سيارة. وضعوا أمحمد مكبلا مع المجند الصحراوي الميت في سيارة ووضعوا البشير في سيارة أخرى. ذلك اليوم هو منقوش في ذاكرة أمحمد ماموني مثلما هو منقوش يوم التحاقه بالرجال الأسطوريين. كان يوم 21 نوفمبر 1973م. كان أول صحراوي يكتب له القدر إن يصبح أسيرا ويدخل التاريخ من ذلك الباب. حين بقى أمحمد ماموني وحده مع سائق السيارة، وهو صحراوي أيضا مجندا في صفوف الجيش الأسباني، قال له: ” هذا الذي قتلتم اليوم هو مناضل سري كبير في صفوف الجبهة، لكنه القدر. إذا سألوك عن أي شيء أنكر. لا تقر لهم بأي شيء.”
حملوهما إلى جديرية ثم السمارة ثم الدشيرة. لمدة 25 يوما وهم يبحثونهم في الدشيرة. سألوهما عن كل شيء يتعلق بالبوليساريو وعن أسماء قيادتها وعن كل شيء يخصها، لكن لم يحصلوا على ما يريدون. يوم 25 ديسمبر 1973م، تم فصلهما عن بعضهما البعض. ذهبوا بالبشير السالك جدو إلى الحكونية وذهبوا بمحمد ماموني إلى بئر انزران. في السجن بقى سبعة اشهر ومرفقه مربوطا بالقيد مع عجلة لا يفصل معها ليل نهار. في السجن اتصل به مناضل سيري اسمه اسلكو حبيب وأخبره انه من الجبهة، وطلب منهم أن لا يتحدث مع أي من السجناء الذين في السجن. كان اسلكو هذا مجندا في صفوف الجيش الأسباني وسيستشهد فيما بعد وهو يقاتل في صفوف جيش الترحير الشعبي الصحراوي. بالصدفة جاء الحاكم العام للصحراء يزور المنطقة وزار السجن الذي يوجد فيه أمحمد ماموني. حين زار زنزانة محمد ماموني طلب هذا الأخير من المترجم أن يقول له إن يخففوا عنه ظروف السجن. استجاب الحاكم العام للصحراء فورا لطلبه وأمر بنزع القيد عنه وطلب من إدارة السجن إن تسمح له بالتجوال في ساحة السجن ساعة كل يوم. لم يكن السجن مريحا إطلاقا. مرة أطلق عليه جندي أسباني رصاصة يريد قتله لكنها أخطأته.
في أواخر سنة 1974م أتوا له برفيقه البشير وبخمسة أسرى صحراويين جدد قُبض عليهم في قلب لحمار في جانفي 1974م هم: محمد لسياد المبارك، حسن احمد، سلامة السبيدي، احمد سالم بهاها، يحظيه العبد، هذا الأخير يعتبر أول جريح في حرب التحرير. تم تحويلهم جميعا إلى سجن جديد. في السجن الجديد تحركت نخوة البطل اسلكو حبيب المجند في الجيش الأسباني والذي سيستشهد لاحقا في الحرب، وقرر، رفقة مجموعة أخرى من المناضلين، أن يخططوا لهم عملية يهربونهم بواسطتها إلى المقاتلين. أختار مجموعة من رفاقه وسيارات، وحين لم يبق سوى وقت التنفيذ تم كشف الخطة.. كانوا يريدون اقتحام السجن وتخليص المقاتلين الصحراويين وحمل معهم الحارس الأسباني، لكن في الأخير أحست سلطات السجن أن تلك المجموعة تتحرك تحركا فيه شك. ضاعفوا من حراس السجن الأسبان وشددوا الإجراءات ففشلت الخطة. في بداية سنة 1975م تم حملهم جميعا إلى جزر كناريا. التقوا بمجموعة أخرى من الاسرى تتكون من أبطال عملية حرق الحزام الناقل للفوسفات وثلاثة مقاتلين ألقي البض عليهم في حوزة. كانت مجموعة حرق الحزام الناقل للفوسفات تتكون من كل من: محمد عالي الوالي عكيك الذي سيصبح فيما بعد قائدا عسكريا ميدانيا ووزيرا، ابيه الشيعة، والشهيد عمي لمخيمليل ومولود ديدي، مولود لحسن، حمدي المختار هنية، الديدو الطيب مولود، أما الثلاثة الذي تم القبض عليهم في حوزة في يو م24 كتوبر 1974م فهم: عباد خطري، نفعي بوزيد سيدمو، مولاي محمد مولاي المهدي. حين أجتمعوا بدأ المحاكمات. تمت محاكمة مجموعة قلب لحمار وحكم على كل منهم ب5 سنوات سجن مع الأعمال الشاقة، وذهبوا بهم إلى تنريفي ما عدا يحظيه العبد الذي تركوه في انتظار محاكمة ثانية. بالنسبة لمجموعة حرق الحزام الناقل للفوسفات فتمت محاكمتهم وحوكم عليهم ب25 سنة سجنا لكل منهم مع دفع مبالغ مالية. أما مجموعة حوزة فلم تتم محاكمتهم. في الأخير لم يحدث أي شيء من كل هذه المحاكمات. كان القبض على مجموعة من الجنود الأسبان في مايو 1975م ضربة قاضية للأحكام التي صدرت في حق أولئك الأسرى الصحراويين. تحرك الرأي العام الأسباني يطالب حكومته بإطلاق سراح أبنائهم ومبادلتهم بالسجناء الصحراويين. علم أبطال عملية الحزام الناسف أنه سيطلق سراحهم. فعلا تم إخلاء سبيلهم في اليوم الموالي، وبالصدفة، عثروا على عنوان كبير في جريدة يقول أنه ستتم مبادلة 25 جنديا أسبانيا أسرى لدى البوليساريو ب17 مقاتلا صحراويا سجناء في السجون الأسبانية. حدث فعلا تبادل الأسرى في مدينة المحبس يوم 21 اكتوبر 1975م. تسلمهم من الجانب الصحراوي الشهيد المحفوظ علي بيبا وبراهيم غالي في يوم مشهود تاريخي. الذين عاشوا محنة الأسر في السجون الأسبانية كانوا 17 مقاتلا، منهم سبعة من أبطال عملية حرق الحزام الناقل للفوسفات وثلاثة قُبض عليهم في حوزة وخمسة قُبض عليهم في حوزة بالإضافة إلى بطلنا أمحمد ماموني والبشير السالك جدو. هذه المجموعة منها من استشهد ومنها من لازال يواصل نضاله في أماكن متفرقة من ساحات النضال والقتال ومنها من غير قناعاته. استشهد منهم البطل البشير السالك جدو، والبطل عمي لمخيليل والشهيد البطل محمد لسياد المبارك، والبطل احمد سالم بهاها، أما البقية فلا زالوا أحياء. إثنان من الأحياء غيروا قناعاتهم في الأخير رغم هذا المجد الذي صنعوا.
أما أمحمد ماموني فلا زال مقاتلا في صفوف جيش التحرير الشعبي، لكنه يرفض بفخر أن يتحدث كثيرا عن تاريخه كبطل وكأول وأصغر أسير في حرب الصحراء الطويلة. إنه ربما يريد الآن بعد مُضي كل هذه السنوات أن يتذكر كيف أن القدر ظل يدفعه كقوة داخلية قوية وخفية كي يلتحق بالمقاتلين وبالثورة حتى وقع في الأسر ودخل التاريخ.
المجد والخلود للشهداء.
بقلم:السيد حمدي يحظيه.

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر